على الجميع فتح صفحة جديدة لبناء دولة جزائرية قوية وديمقراطية أعلن رئيس الحكومة الأسبق، السيد مولود حمروش، رسميا، عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في ال17 أفريل المقبل، مشيرا إلى أنه لا يريد الخوض في الجدل حول مسألة الترشيحات وحول تجديد العهدة الرئاسية. وأوضح المتحدث أنه فضل، عوض استحضار ماضي حاضرنا، التركيز على مستقبل هذا الحاضر، وما يمنحه من فرص وحظوظ مع الإلحاح على توظيف التقاليد السياسية الراسخة في صياغة التوافقات والتسويات وتجسيدها. واعتبر حمروش أنه في متناول الجزائر بناء نظام حكم ديمقراطي وتشييد القانون وهي المقاربات التي من شأنها أن تحمي الانسجام والانضباط وتضمن مشاركة كل مكونات المجتمع، مؤكدا بقوله "وحدها البلدان الديمقراطية ووحدها دول سيادة القانون، بمقدورها ضمان استقرار عميق ووحدها هذه الدول تفوقت جيوشها وانتصرت في كل حروبها خلال القرن الأخير". ودعا في هذا السياق الجميع لاسيما الأجيال والنخب الصاعدة إلى التخلص من أوزار الماضي وأشكال الضياع والخصومات والاتجاه بصدق نحو حلول عملية مثمرة. وتوجه حمروش، الذي تفادى توضيح موقفه بخصوص الانتخابات وترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة وموقفه من بعض الشخصيات التي قدمت ترشحها لحد الان، باعتذاره إلى من كانوا ينتظرون ترشح الرجل للاستحقاقات الرئاسية المقبلة قائلا "إني لأستسمح عذرا كل اللواتي والذين اعتقدوا أن تصريحي السابق (رسالة 17 فيفري) كان إعلان ترشح". كما دعا حمروش، خلال الندوة الصحفية التي نشطها يوم الخميس بفندق السفير بالعاصمة، والتي تعد أول خرجة له بعد سنوات طويلة، إلى تحقيق إجماع وطني من شأنه بناء الجزائر وتطورها، محذرا في نفس الوقت من مخاطر تهدد البلاد داخليا وخارجيا. وقال حمروش إن المشكل الحالي في الجزائر ليس مشكل رجال كما أنه ليس مشكل من ترشح ومن سيفوز بالحكم، بل المشكل يكمن في عدم وجود ميكانيزمات تطور تحرص وتراقب تجسيد القرارات التي تصدر من الحكومة في الميدان. وعاد حمروش، مرارا، في رده على أسئلة الصحفيين، إلى القول بأن هناك عوامل انسداد لا تزال قائمة وذلك بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات، موضحا أن هذا الانسداد يحمل في طياته مخاطر حقيقية وتهديدات خطيرة تغذي عوامل التفرقة وتشل عمل المؤسسات وتضع الرجال تحت وطأة ضغوظ مستحيلة. واعترف المتحدث أن هذا الانسداد وما حدث في البلاد يتحمله الجميع وحتى هو شخصيا يتحمل جزءا من المسؤولية، كونه كان رئيس حكومة ولو لفترة لم تتعد 20 شهرا. "كل جزائري له نصيب من المسؤولية في الانسداد بسبب ما فعله أو لم يفعله، يضيف مولود حمروش، الذي أكد أنه يسعى ويدعو ألى التغيير ولكن بطريقة حضارية وأسلوب هادئ، داعيا إلى العمل للمستقبل والالتفاف حول أرضية توافقية وفتح نقاش حقيقي حول وضع البلاد مع جميع أطراف المجتمع الجزائري. ورحب في الاخير بكل مبادرة تحمل أفكارا تؤدي إلى بناء الجزائر الديمقراطية والقوية التي تحفظ فيها جميع الحريات والحقوق.