حققت تشكيلة جمعية وهران المهم لما نالت النقاط الثلاث الثمينة التي كانت تبحث عنها في مواجهتها للعنيد اتحاد حجوط، وأنجزت بذلك العديد من النجاحات أولها البقاء فوق المنصة والقفز بدرجة واحدة أي التموقع في مركز الوصافة الذي زحزحت منه عنوة لمصلحة اتحاد البليدة، وثاني نجاح هو وضع حد لسلسلة التعادلات التي لصقت بالتشكيلة منذ انطلاق مرحلة الإياب، حيث سجلت خمسة تعادلات متتالية، أما الثالث فهو عودة الثقة للاعبين في أنفسهم وإمكانياتهم بعدما كادوا يفتقدونها بفعل الخيبات المتلاحقة داخل الديار. وأهم ما يصمم عليه زملاء بودومي هو تحقيق البقاء، وهو مضمون الجزء الثاني من التخطيط الذي رسمه المدرب كمال مواسة عند بداية الموسم الكروي الحالي، على أن يباشروا الجزء الثالث والأخير منه بداية من الجولة القادمة، والذي يتمثل في الصعود، ولقد كان مساعد المدرب مرين الحاج واضحا في هذا الشأن "اليوم ضمنا بقاءنا نهائيا، ولقد بحثنا عنه من قبل لكن الحظ العاثر حرمنا من نيل النقاط اللازمة لتأمين تواجدنا في قسمنا باكرا، لكن المهم أننا بلغنا قصدنا، وهذا ماسيريحنا ويقوينا في نفس الوقت للعب على ورقة الصعود التي سنرصد لها كل اهتمامنا وجهودنا". أما عن اللقاء في حد ذاته فقال: "اللقاء كان صعبا لعدة عوامل كالضغط الشديد الذي كان عرضة له لاعبونا وقوة خصمنا اتحاد حجوط، وتضييعنا لضربة الجزاء كان منعرج اللقاء، وتطلب منا تصحيحات مستمرة وتنبيها دائما للاعبينا بتوخي الهدوء في بناء الهجمات والابتعاد عن التسرع، وقد أتت النصائح التي قدمناها ثمارها وتحررنا جميعا بهدف بن قابلية".أما بومعشوق محمد، مساعد مدرب اتحاد حجوط، فتأسف على نتيجة اللقاء التي قال عنها بأنها غير عادلة بالنظر لأداء فريقه "قدم فريقي لقاء كبيرا خاصة في الشوط الثاني، وللأسف تلقينا هدفا غير متوقع من قبل الجمعية التي كانت جيدة في الدفاع، وظهر أن لاعبيها كانوا تحت ضغط كسب الفوز لم ننجح في استغلاله لمصلحتنا، وعموما فاللقاء لعب على جزئيات صغيرة، وما علينا سوى البحث عن بقائنا في المباريات القادمة". وبالنسبة للقاء في حد ذاته، فقد سار في اتجاه واحد في أغلب أطواره ولمصلحة الجمعية الوهرانية التي كانت مدفوعة بضغط نيل الفوز لإراحة أعصاب "الجمعاوة" كلهم، وقد تطلب من لاعبيها بذل جهد كبير حتى ينالوا من ضيفهم اتحاد حجوط الذي حل بملعب بوعقل لتأكيد صحوته، ونيل نقاط تساعده على تحقيق هدفه، لكن بن قابلية آجل رغبتهم إلى حين بعدما هزّ شباكهم بهدف وزنه من ذهب لفريقه في الدقيقة 64. وقد دفعت الرغبة الشديدة للطاقم الفني الوهراني للوصول لشباك حارس حجوط إلى إجراء تبديلات في أوقات قصيرة، وهو ما أوقعه في ورطة في الدقائق الأخيرة من المباراة عندما أصيب مدافعه سعداوي، وأجبرت التشكيلة على إتمام الزمن المتبقي بنقص عددي كاد يكلفها غاليا لولا استماتة زيدان وبن عيادة، ويقظة الحارس المخضرم مزاير الذي أنقذ فريقه من هدف التعديل في الدقيقة الأخيرة من المباراة مطلقا بعدها عنان فرحة كبيرة للاعبي فريق "المدينة الجديدة" وجماهيرهم التي عاد لها الأمل بعدما كادت تحطمه تعادلات الجولات السابقة.