أكد السيد عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، أن النقابات الإفريقية ترغب في الاستفادة من تجربة الجزائر في مجال العمل النقابي، والتي تعتبرها مرجعا في القارة السمراء بالنظر لما حققته الجزائر، التي صادقت على كل المعاهدات الدولية الرامية للحفاظ على كرامة العمال وحقوقهم ومحاربة الاستغلال. كما دعا إلى المبادرة بتشاور فعال لتطوير الحركة النقابية الإفريقية لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية لبناء إفريقيا الجديدة القائمة على توحيد الجهود والرؤى. ودعا السيد سيدي السعيد المنظمات النقابية الإفريقية للاستمرار في النضال لمواجهة التحديات والمشاكل التي تواجه القارة في ظل الانعكاسات السلبية للوضع العالمي، والعمل في إطار التضامن والتكامل كونه أمرا أساسيا لتطوير النضال النقابي. وأضاف السيد سيدي السعيد في كلمة ألقاها، خلال افتتاح أشغال الدورة ال37 لمنظمة وحدة النقابات الافرقيية بفندق الجزائر بالعاصمة، أمس، أن المنظمات النقابية الإفريقية تعد أطرافا فاعلة حتمية لبناء إفريقيا الجديدة من خلال النضال المبني على التعاون والشراكة للمساهمة في تطوير الاقتصاد بكل بلدان القارة انطلاقا من ضمان حقوق العمال. وفي هذا السياق، اقترح المتحدث ضرورة تحلي النقابات بروح المبادرة بدلا من أن تنتظر ما سيملى عليها من أعمال، وتكيف أعمالها مع المشاكل التي تواجهها للتصدي للعراقيل والتحديات. وأضاف المتحدث أن منظمة الوحدة النقابية الإفريقية ليست مجرد منبر نقابي وإنما قوة سلم ومشاركة في بناء إفريقيا قوية اقتصاديا واجتماعيا، لذا يجب أن تعزز دورها على الصعيد الإفريقي والدولي لإسماع صوت وانشغالات القارة في العالم وتكييف قوانينها مع التشريعات الدولية العصرية الرامية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. وركز المتحدث على دور الحوار السلمي في إيجاد الحلول لكل المشاكل النقابية بعيدا عن النزاعات التي تعصف بالمؤسسات وتؤثر على معنويات ومداخيل العمال والاقتصاد. ومن جهته، أعلن السيد فرنسيس أتولي، ممثل منظمة وحدة النقابات الإفريقية، أن دورة المجلس العام للمنظمة ستنظر اليوم في مسألة انضمام قادة آخرين خلال الندوة الدولية التي تخصص لمناقشة الأوضاع النقابية القارية والدولية، موضحا أن هذا الانضمام سيساهم في بناء حركة دولية للدفاع عن قضية العمال وتحديد مواقع الفقر قصد مد يد المساعدة لمواجهة الأزمات. كما دعا المسؤول النقابي لتجسيد السلم، من خلال توحيد الجهود لوضع حد للاعتداءات التي تعاني منها إفريقيا، خاصة في جنوب السودان وإفريقيا الوسطى، مجددا نبذ المنظمة للأعمال الإرهابية ومحاربتها لتجسيد الاستقرار والتنمية في القارة. وأشرف على انطلاق هذه الدورة الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، الذي تسلم هدية رمزية من منظمة النقابات الإفريقية أهدتها للجزائر عرفانا بمجهوداتها في القارة، إلى جانب أعضاء من الحكومة وممثلين عن منظمات دولية ونقابيين. ويسعى المشاركون في اللقاء إلى إيجاد حلول للمساهمة في تحول إفريقيا إلى قارة مزدهرة اقتصاديا واجتماعيا على أساس القيم الديمقراطية والعمل على محاربة الأزمات التي تقف عائقا أمام التنمية. وستتبع أشغال المجلس العام ال37 لمنظمة الوحدة النقابية الإفريقية ندوة دولية مخصصة للوضع الإقليمي والدولي تحت شعار “تحليل وآفاق الحركة النقابية الدولية” بمشاركة 150 مندوبا من ممثلي نقابات عدة دول في أمريكا اللاتينية وأسيا، حسبما أكده السيد سيدي السعيد.