وصف كمال مواسة مدرب جمعية وهران التعادل الذي انتزعه فريقه من مضيفه وداد تلمسان، أول أمس، بالمستحق وكخطوة هامة على درب تحقيق الصعود، بسبب صعوبة التفاوض مع فريق ”الزيانيين داخل قواعدهم، ودليل ذلك إطاحتهم بالرائد السابق اتحاد سيدي بلعباس منذ أسبوعين. وأوضح مواسة أن أشباله كانوا في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم؛ ”أدى أشبالي لقاء بطوليا أمام فريق كان همه الوحيد استدراك تأخره حتى لا يضيّع حظوظه في الصعود ونحن على مشارف نهاية البطولة، الحقيقة أننا ضيعنا نيل النقاط الثلاث بالنظر إلى المردود الذي قدمناه، لكن على العموم أنا راض بالتعادل الذي سيحفزّنا أكثر في القادم من المباريات”، قال مواسة الذي شرح الاستراتيجية التي اعتمدها ولقنها لزملاء القائد الطاه حتى يطبقوها فوق رقعة الملعب؛ ”طلبت من أشبالي عدم ترك أي مساحات شاغرة فوق أرضية الميدان، وغلق جميع منافذ اللعب أمام الوداد الذي يضم لاعبين قناصي أهداف، وأشكرهم على تطبيقهم نصائح الطاقم الفني بحذافيرها واستبسالهم أمام مرمانا”. وجدد مواسة ثقته في ”داربي” الغرب في نفس التشكيلة التي فازت الجولة السابقة على ترجي مستغانم، خاصة الشاب باركة على الجهة اليسرى الذي لعب بالمناسبة مباراته الثانية هذا الموسم أساسيا، مما يؤكد أن الميدان يبقى دائما هو الفيصل والحكم على إمكانيات تعداد الجمعية الوهرانية لدى مواسة، أما بالنسبة للشاب ثابتي الذي يعد أمل الفريق فلم يرغب مدربه المجازفة به بإقحامه ضمن التشكيلة الأساسية منذ البداية بسبب نقص جاهزيته، إذ لم يمر على تعافيه من إصابته إلا أيام معدودات، وهي الإصابة التي غيبته في الجولات الثلاث الماضية، واكتفى ثابتي في لقاء أول أمس بلعب العشر دقائق الأخيرة من اللقاء، أما المحنك بحاري فاكتفى بخمس دقائق وهي المحسوبة في الوقت بدل الضائع من اللقاء، مما يؤكد أن اللاعب السابق لفريقي مولودية وهران وشباب قسنطينة لا يزال بعيدا عن مستواه البدني والفني المعروف بهما، فضلا على أن التكتيك الذي اعتمده مدربه مواسة كان مضمونه الحذر وعدم المغامرة في الهجوم، حتى لا تلوح مساحات شاغرة يتوغل منها اللاعبون التلمسانيون لمباغثة الدفاع الوهراني وحارسه المخضرم مزاير، الذي كان كالعادة صمام الآمان إلى فريقه، وأدى واحدة من أفضل لقاءاته هذا الموسم بشهادة الطاقم الفني ورفاقه، حيث حرم فريقه السابق الوداد من تدعيم رصيده بثلاث نقاط ثمينة تنعش حظوظه من جديد، واستحق اللاعب الدولي السابق بذلك الثناء والتصفيقات الحارة من الجمهورالتلمساني الذي استقبله بحرارة كبيرة تقديرا واعترافا بقدراته، خصوصا خبرته التي يوظفها بشكل جيد وصحيح لحد الآن، والتي أفادت فريقه في مباريات صعبة وهامة أمام الشاوية والخروب، أول أمس بملعب العقيد لطفي. وماكان ينقص ”الجمعاوة” أمام فريق الزيانيين، تجسيد بعض الفرص الثمينة التي لاحت للتشكيلة التي رغم قلتها، إلا أنها كانت خطيرة أسالت العرق البارد للتلمسانيين، لاعبين وأنصارا، في الدقائق ال؛ 6، 45 و61 من زيدان وزميله المدافع بن عيادة في الدقيقة ال 36.وفضلا عن الفرص المهدرة خاصة من جانب الوهرانيين، تميزت مباراة الجارين باندفاع بدني لم يتطور لحسن الحظ إلى مناوشات خطيرة، وتجاوز ماهية الروح الرياضية، كما أن مدير اللقاء، السيد نسيب كان صارما، ووضع الأرجل المذنبة عند حدها باستعماله للبطاقة الصفراء سبع مرات، والحمراء مرة واحدة نالها التلمساني سيدهم في الدقيقة 88، ويفهم سبب هذا الاندفاع وتوتر الأعصاب في بعض الفترات لأهمية اللقاء لدى الطرفين، ورغبتهما الشديدة في كسب نقاطه، فكلاهما يوجدان في المنعرج الأخير للبطولة والصعود في آن واحد، مما يزيد الضغوط على لاعبيهما، والماهر من يعرف التعامل معها والخروج سالما منها كما فعل ”الجمعاوة” أول أمس، عندما عادوا إلى ديارهم رفقة أنصارهم الكثيرين الذين تنقلوا معهم لمؤازرتهم، فارحين بنقطة وزنها ذهبا، قفزت بهم إلى الريادة وحيدين مؤقتا.