الشغف الكبير بالرسم دفع عبد الوهاب بوباطة إلى التخصص في القرميد، حيث سخر خبرته في مجال الرسم بعد أن درس بقسنطينة لمدة 4 سنوات في مجال التصميم الخطي لإعطاء القرميد لمسة جمالية، ومنه انطلق في تحويل إبداعاته المرسومة إلى مجسمات ملموسة بعدما أدرج التصميم الخطي على قطعة القرميد، نتج عنه ديكورات فنية غاية في الجمال والروعة. كان الجناح الذي عرض به الحرفي عبد الوهاب إبداعاته محط اهتمام الزوار الذين قصدوا معرض التشغيل الذي أقيم مؤخرا بالعاصمة، غير أن الحرفي أشار إلى أنه يرفض فكرة اقتناء الزبون للقطعة لمجرد أنها أعجبته لتزيين منزله بها، حيث يقوم بوضعها في زاوية معينة وينساها، منتقدا غياب الحس الفني الذي يجعله ينجذب إلى قطعة الديكور من منطلق أنها تعكس تراث منطقة معينة، وتفيد دلالات معينة، حيث يقول؛ ”نعمد نحن الحرفيون إلى إبرازها ليكون لأعمالنا معنى”. يبدأ الحرفي عبد الوهاب نشاطه في ورشته الصغيرة بالعلمة، ويعتمد كمادة أساسية على القرميد الذي تبناه كمشروع حاز بمقتضاه على قرض مصغر، وبدأ بموجبه العمل، غير أن بساطة القرميد وخلوه من الديكور جعلها يشتق من مشروعه حرفة التصميم الخطي الذي انفرد به على مستوى الولاية. تمكن الحرفي عبد الوهاب في فترة وجيزة من إنشاء مؤسسة مصغرة أطلق عليها اسم الإنتاج الصناعي لمواد الديكور، واعتمد في نشاطه على مساعدة إخوته في إعداد القرميد، في حين يقوم بالانفراد في تزيين القطع بالاعتماد على مخيلته، حيث يعد تصميما ثلاثي الأبعاد ويعتمد على تقنية النحت عليه، ولم يكتف بهذا، حيث اتجه إلى صناعة تحف من مادة الطين يشكلها ويعد لها قالبا خاصا على صورة صناديق صغيرة أو مزهريات. يعتبر القرميد المزين من الديكورات الحديثة التي بدأت العائلات الجزائرية تولي اهتماما لها لتزين منازلها وإعطائها منظرا حضاريا، ويتوقع محدثنا أن يذهب بعيدا بحرفته من خلال المشاركة بمختلف المعارض التي يتم دعوته إليها ويعتبرها بمثابة فضاء لتبادل الخبرات والأفكار.