تعرض الجزائر بعد غد الإثنين تحفتين أثريتين قيمتين استرجعتهما من الخارج، إذ سيكون المتحف الوطني للآثار القديمة فضاء لعرض قناع ”غورغورن”، الذي من المنتظر استرجاعه غدا الأحد من السلطات التونسية، فيما سيزيّن العمل الفني لجون فرانسوا ميليه ”الأم التي تطعم أطفالها” الجميلة، الذي أعادته السلطات الفرنسية للجزائر يوم الخميس الماضي، جدران المتحف العمومي الوطني للفنون. تحلّ وزيرة الثقافة خليدة تومي، غدا بتونس، لتستلم قناع غورغون في حفل تنظمه وزارة الثقافة التونسية، وخصصت الدولة الجزائرية طائرة خاصة لإعادة القناع الذي يزن 320 كيلوغرام، وسيتم عرضه، بعد غد، بمتحف الآثار القديمة بالجزائر العاصمة. واكتشفت القطعة الأثرية قناع غورغون سنة 1930 بموقع أثري بعنابة، وتمّ سرقتها سنة 1996، وبعد ثورة الياسمين بتونس، أظهر روبورتاج تلفزيوني أجري بمنزل صهر الرئيس التونسي المخلوع سنة 2011، القناع المصنوع من الرخام الأبيض، وحينها تعرف المحافظ السابق لمتحف عنابة عليه، وطالبت بعدها السلطات الجزائرية باسترجاع هذا الموروث الثقافي، وهو ما وافقت عليه السلطات التونسية، لكن بعد استكمال كامل الإجراءات القانونية. وفي ندوة صحفية عقدها مراد بتروني مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين التراث بوزارة الثقافة، شهر فيفري الماضي، قال إن القطعة الأثرية اكتُشفت في منزل صخر المطري صهر الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وبما أن العائلة فرّت من تونس ولا أحد يعلم بمكانهم فإن التحري في قضية السرقة والتهريب التي يقوم بها الأنتربول، تراوح مكانها، وتبقى معرفة المتسببين في الجرم مبنية للمجهول، وأضاف أن عمل الشرطة الدولية متواصل لكشف الحقيقة، وأنه عند استرجاع القناع تبدأ تحقيقات أخرى بخصوص حالة القطعة الأثرية التي نُهبت منذ 18 سنة. وتم التعرف على هذه التحفة الفنية بفضل يقظة وخبرة إطارات الوزارة، حيث تم الشروع مباشرة في الإجراءات القانونية والإدارية من قبل وزارة الثقافة، بالتعاون مع المديرية العامة للأمن الوطني، ووزارة الشؤون الخارجية، ووزارة العدل، وتعد هذه العملية ثمرة جهود وعمل وزارة الثقافة في إطار استراتيجية محاربة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، استنادا لقانون 98-04 المتعلق بحماية التراث الثقافي وباتفاقية اليونسكو 1970. أما اللوحة الفنية للتشكيلي جون فرانسوا ميليه، فقد تم تسليمها أول أمس لوزيرة الثقافة، من قبل وفد فرنسي كلف بإعادة اللوحة التي تملكها الجزائر، وسيتم عرضها يوم الإثنين كذلك بالمتحف العمومي الوطني للفنون الجميلة، بعد الانتهاء من عرض قناع غورغون. ولوحة ”الأم التي تطعم أطفالها” قد تم سرقتها سنة 1985 من المتحف البلدي بوهران الذي تحول إلى المتحف الوطني ”أحمد زبانا” حاليا.