عاد الفرقاء الفلسطينيون لبذل مساع جديدة من اجل الدفع قدما بقطار مصالحة وطنية، بقيت تتأرجح منذ سنوات بين مواقف ورؤى فلسطينية مختلفة، بلغت في كثير من المرات حد التناقض، وحالت دون إصلاح البيت الفلسطيني المشتت. وضمن هذه المساعي وصل أمس، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق، إلى قطاع غزة للتحضير لعقد لقاء مع وفد منظمة التحرير الفلسطينية "فتح" الذي أرسله الرئيس محمود عباس، إلى غزة من أجل تفعيل مسار المصالحة. ومن المقرر أن يعقد هذا اللقاء الذي تعقد عليه الطبقة السياسية الفلسطينية، والشارع الفلسطيني آمالا كبيرة لإنهاء حالة انقسام أثقلت كاهل البيت الفلسطيني غدا أو بعد غد الخميس. وسيتم خلال اللقاء فتح ملفات سبق أن تم التوصل إلى توافق بشأنها في اتفاقات القاهرة والدوحة، وبقي فقط بحث كيفية تطبيقها للمضي قدما في اتجاه لم اللحمة الفلسطينية. وهو ما جعل عزام الأحمد، مسؤول ملف المصالحة في السلطة الفلسطينية، يعرب عن تفاؤله بإمكانية طي صفحة الانقسام، وأكثر من ذلك أكد أن ساعات قليلة تفصل الفلسطينيين عن تحقيق هذه المصالحة التي ينشدها الجميع.ويشارك الأحمد، في الوفد الذي أرسله الرئيس عباس إلى غزة، والذي يضم خمس قيادات تمثل كافة تنظيمات منظمة التحرير، من بينهم مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحزب المبادرة الوطنية وجميل شحادة، الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، والذي يكون قد وصل أمس، إلى هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية عبر معبر بيت حانون. وقال الأحمد "إننا ذاهبون لغزة ليس لتقديم اقتراحات جديدة، وإنما في مهمة واضحة ومحددة وهي إنهاء الانقسام من خلال تجسيد فكرة تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية، وملف الانتخابات وملف لجنة منظمة التحرير الفلسطينية من أجل دعم وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". ونفس موقف التفاؤل عبّرت عنه حركة "حماس" التي كانت أكدت على لسان رئيس حكومتها إسماعيل هنية، مواصلة الجهود مع حركة فتح ومختلف القوى في الداخل والخارج من أجل سرعة إنجاز المصالحة. وقال هنية، إنه و"انطلاقا من موقفنا الثابت كحركة وكحكومة في ضرورة إنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة الفلسطينية باعتبارها ضرورة وطنية ومصلحة حيوية (...) سنواصل جهودنا مع الإخوة في حركة فتح، ومع مختلف القوى والشخصيات الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج من أجل سرعة إنجاز المصالحة الفلسطينية ، وطي صفحة الانقسام". وأكد على التزام الحركة "بكل ما سبق الاتفاق والتوقيع عليه من وثائق المصالحة خاصة في القاهرة والدوحة، والتزامنا كذلك بالعمل والشراكة معا من أجل تنفيذ جميع ملفات المصالحة الخمسة "تشكيل الحكومة والانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية والحريات العامة والمصالحة المجتمعية". وفي قراءة بسيطة لتصريحات الجانبين تتأكد نيتهما الجادة في توحيد الصف الفلسطيني، وخاصة وأن هذه المساعي تأتي في ظرف مناسب لطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة هيأتها بالدرجة الأولى المساعي للانضمام إلى المعاهدات الدولية والأممية التي أطلقتها السلطة الفلسطينية مؤخرا ضمن مسعى لإنصاف الشعب الفلسطيني. وهو ما يجعل الفرقاء الفلسطينيين مطالبين بانتهاز هذه الفرصة، وعدم تفويتها كما جرى في مرات سابقة من خلال تغليب المصلحة العام على مصالح خاصة ضيقة أثبتت الأيام أنها خدمت فقط مصلحة المحتل الصهيوني.