يعتقد الأديب عز الدين ميهوبي، أنّ مستقبل الكتاب في العالم يتّجه نحو شكل جديد غير الشكل الورقي المعروف، وأن الأشكال الجديدة للكتاب سواء الصوتي أو الإلكتروني لن تقضي على سحر خير جليس، موضحا أن لكل شكل مميزاته لذلك فإنّ التسليم بالقضاء على الكتاب الورقي نهائيا غير وارد. يرى رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي أنّ موضوع الكتاب يفرض نفسه بقوة في ظل الثورة الرقمية التي تحدث في العالم، وأضحى الكتاب يجد مزاحمة كبيرة مع أشكال جديدة على غرار الكتاب الإلكتروني والكتاب الصوتي، مشيرا إلى أن الانفجار المعرفي يتضاعف كل 18 شهرا، في حين كان قبل 15 سنة يتضاعف كل عشر سنوات. ويقول الروائي صاحب ”اعترافات أسكرام” أنه من الضروري في الجزائر وضع تصّور مستقبلي لتجسيد هذا التطوّر الهائل في مجال المعرفة، الذي يرادف معناه الكتاب، وكذا القوة التي تمكّن الأمة من تحقيق التطور والنهضة ودونها لا يمكن تحقيق شيء، ونبّه المتحدّث خلال تقديمه لمحاضرة عنوانها ”أي مستقبل للكتاب في العالم؟” بمكتبة بشير منتوري أوّل أمس بالجزائر العاصمة، إلى أن الجيل الحالي عليه معرفة كيفية الحصول على المعلومة الدقيقة وطريقة غربلة المعارف المتداولة على شبكة الأنترنت، خاصة وأن المواضيع موجودة في أكثر من موقع وقد تختلف من موقع لآخر وغالبا ما يجد الباحث أو الطالب هذه التناقضات. وأضاف ميهوبي أن خبراء ”غوغل” يعددون اليوم حوالي 150 مليون عنوان، أغلبها كتب في الإبداع الإنساني قدّرت ب130 مليون عنوان، أمّا 20 مليون عنوان الباقية هي لكتب توثيقية، ورغم ذلك أكد المتحدث أنّ الكتاب الإلكتروني لا يلغي الكتاب الورقي، وأن الكتاب السمعي لا يلغي الكتاب الإلكتروني، وأسقط حديثه هذا بما قيل في وقت سابق أنّ السينما ستلغي المسرح ولما ظهر التلفزيون قالوا سوف يلغي المسرح والسينما ولما ظهر الأنترنت سيقضي على الجميع لكن في الأخير بقي الجميع. وفي هذا الشأن، أكّد ميهوبي أن كل أشكال الكتب تكمل بعضها البعض ومن شأن ذلك تحسين ذوق الإنسان، كما أنّ الكتاب الإلكتروني أو الصوتي أقلّ تكلفة وأخف وزنا، بيد أنّ الكتاب الورقي له سرّه وجاذبيته ولا يحتاج إلى طاقة للتشغيل عكس الشكلين السابقين. وأوضح ميهوبي، أن أوروبا تبنّت الثورة الرقمية وتتوجّه نحو ”صفر ورق” لأحكام تتعلق بحماية البيئة وتقشف في ميزانية الورق، وأكد أن مبيعات الكتب الورقية انخفضت ب20 بالمائة بسبب الإقبال على الكتب الإلكترونية والتي تعرف زيادة من 5 إلى 10 بالمائة سنويا، علاوة على أنّها متاحة بسهولة تامة. ودعا عز الدين ميهوبي إلى الاستفادة من المناهج التي أدت إلى تطوّره، وفي الوقت عينه التقليل من حجم المخاوف للوصول إلى ما وصل إليه الغرب، مشدّدا على أن مستقبل الكتاب يعني مستقبل المعرفة وأن الجزائر تضم كفاءات عالية من شأنها الوصول إلى أعلى مستوى من التطوّر غير أن بلوغ هذا الهدف مرتبط ب ”مدى جاهزيتنا للوصول إلى الأهداف المسطّرة”.