أشرفت أمس، السلطات المحلية المدنية والعسكرية، والأسرة الثورية بولاية قسنطينة، على إحياء الذكرى ال53 لاستشهاد البطل السي مسعود بوجريو ، الذي استشهد عن عمر يناهز ال31 سنة في يوم 28 أفريل 1961، على الساعة الحادية عشر صباحا والنصف رفقة سكرتيره الخاص، بعد اشتباكات مع قوات العدو بقرية أم الطوب بدائرة القل ولاية سكيكدة. وقد شملت مراسم الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة، وقفة رمزية ووضع إكليل من الزهور بمقبرة الشهداء بالكيلومتر السابع، مع قراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأعزّ ما يملكون في سبيل حرية الجزائر. وتقلّد الشهيد بوجريو، العديد من المهام في جيش التحرير الوطني، آخرها مسؤول بالناحية العسكرية لقسنطينة، سنة 1958 برتبة رائد، وعين قائدا للمنطقة رقم 25 بالولاية الثانية، حسبما أكده شقيق الشهيد مسعود بوجريو، السيد أحمد بوجريو، رئيس بلدية سابق، وباحث في التاريخ و صاحب كتاب المنطقة رقم 25، الذي أكد أن شقيقه عمل مع ديدوش مراد، ومن بعده زيغود يوسف، وكان من الأوائل الذين التحقوا بجيش التحرير بقسنطينة سنة 1954، وحكم عليه بالإعدام غيابيا ثلاث مرات. من جهته أفاد رفيق الشهيد، المجاهد قربوعة مصطفى، أن مسعود بوجريو، كان خرّيج الكشافة الإسلامية، وبدأ مسيرته النضالية ضد المستعمر قبل الثورة، في حدود سنة 1952، حيث كان ينسّق مع زملاء له بمنطقة سيدي مبروك، وكان كثير النشاط، حيث كان من أول الفدائيين، وكان المسؤول رفقة علاوة قربوع، عن وضع القنبلة التي انفجرت أمام الكازينو بوسط المدينة، وفي المساء أطلقوا الرصاص على شرطي بالزي المدني. أما السيدة فاطمة الزهراء، زوجة الشهيد التي تم تكريمها سنة 2011، على هامش الذكرى ال50 لاستشهاد مسعود بوجريو، فقد أكدت أنها تزوجت الشهيد عام 1953، في سن ال17 سنة وقد كلل هذا الزاوج بإنجاب البنت نادية، وبعد ذلك أضافت، انضم السي مسعود، إلى المجاهدين والفدائيين والتحق بالعمل المسلح، وعن صفات الشهيد، قالت خليلته وزوجته، إنه كان شديد التكتّم في علاقاته مع أصدقائه الذين كانوا يتعاملون بسرية تامة، ولا يترددون كثيرا على منزله، وقالت السيدة فاطمة، أن اكتشاف أمر زوجها من طرف المستعمر جعله يلتحق بالجبال شهر جانفي 1955، لمواصلة العمل المسلح وكان أول اتصال له مع الشهيد زيغود يوسف، كما كان البطل مسعود بوجريو، مؤطرا للعديد من المجاهدين على غرار البطلة فضيلة سعدان، وكذا الشهيد داودي سليمان، المعروف بحملاوي، إضافة إلى الشهيد محمد لوصيف، وكذا البطلة مريم بوعتورة.