ستوفد وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، بحر الأسبوع القادم، لجنة رفيعة المستوى إلى ولاية ورڤلة، تضم المدير العام للتشغيل، والمدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل، بغرض الوقوف على واقع التشغيل بالولاية وتقييم الوضع الحالي، وحسب تأكيدات وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فإن اللجنة مطالبة بجلب أكبر قدر من المعلومات المتعلقة أساسا بفرص التشغيل المتاحة وإمكانية استحداث وظائف جديدة، ومن المتوقع أن تعود اللجنة باقتراحات من شأنها تحسين الوضعية الاجتماعية لشباب الجنوب، خاصة طالبي الشغل بالولاية التي استفادت العام الماضي من 8000 منصب شغل جديد. وأوضح السيد محمد الغازي، في تصريح إعلامي أمس، على هامش افتتاحه للملتقى الوطني الأول حول المدوّنة الجزائرية للمهن والحرف، أن الحكومة تولي اهتماما بالغا بملف التشغيل بالجنوب الذي أصبح من أولويات برنامج الحكومة للخماسي الحالي، الذي يعد تتمة لسابقه، حيث كانت الحكومة قد أعطت تعليمات خاصة بضرورة إعطاء الأولوية في التوظيف بالجنوب لأبناء المنطقة كل حسب تخصصه، في خطوة لامتصاص نسب البطالة المرتفعة خاصة وسط الشباب من حاملي الشهادات. وأكد الوزير أنه في سنة 2013، تم توظيف 8000 شاب في تخصصات مختلفة، وستعمل الوزارة على استحداث مناصب شغل جديدة خلال هذا العام من خلال تفعيل وإنعاش القطاع الاقتصادي الذي من شأنه توفير فرص شغل دائمة ومحترمة تلبي احتياجات السوق، مشيرا إلى حالة التشبّع التي بلغها قطاع الوظيفة العمومية الذي فتح نحو 43 ألف منصب شغل خصصت للشباب العاملين بشكل مؤقت ضمن صيغة المساعدة على الإدماج، وقد تم تنصيب 25 ألف شاب في هذا المجال. من جهته أكد وزير التعليم والتكوين المهنيين، السيد بدوي، أن قضية التشغيل في الجنوب لا بد أن تكون مسبوقة بعملية تأهيل واسعة لليد العاملة قبل إدماجها في مناصب عملها، ومن هذا المنطلق شرع منذ سنة في فتح مراكز تكوين بولاية ورڤلة، وذلك بالتنسيق مع شركة سوناطراك، مضيفا أن التحدي الكبير بالنسبة لملف التشغيل بالجنوب يكمن في حمل المؤسسات العاملة بهذه المنطقة خاصة الأجنبية منها على المساهمة في تكوين وتأهيل عمالها، مذكّرا بتعليمة الوزير الأول، التي تلزم الشركات بتأهيل ما بين 10 و15 بالمائة من فئة الشباب العاملين لديها. وفي سياق متصل أكد المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل “انام”، السيد شعلال محمد، أنه تم فتح 11 وكالة للتشغيل بولاية ورڤلة، وحدها للوقوف على ملف التشغيل وجلب أكبر عدد من طالبي الشغل وبحث طلباتهم، وهي أول ولاية من حيث عدد الوكالات التي أسهمت في التخفيف من حدّة أزمة الشغل بالولاية، حيث نجحت الوكالة في تنصيب 8000 طالب شغل في مناصبهم سنة 2013، فيما ينتظر 8000 طالب عمل أخر الاستجابة لطلباتهم، وحسب السيد شعلال، فإن عددا معتبرا من المناصب تم رفضها لأسباب تتعلق بالأجر وأخرى ببعد المسافة، مضيفا أن أكبر طلب يرتكز على الشركات البترولية التي تفاعلت مع مخطط الحكومة حسب إمكانياتها وطاقة استيعابها.