نصبت عدة محلات للأكل السريع في الآونة الأخيرة عربات خاصة لصنع ”الكريب” ذات اللون الأصفر والبرتقالي، رصت عليها عدة أوان ونكهات مطلية بالشوكولاطة والأناناس المعلبة، إلى جانب فاكهة الموز التي تستقطب عددا معتبرا من عشاق المذاق الحلو. انتشرت في العاصمة العديد من المحلات التي اكتسبت شهرتها بتخصصها في تقديم ”فطائر الكريب”، وهي كلمة فرنسية الأصل تعني الفطيرة، بحشوة حلوة أو مملحة، ويعتبر البعض هذه الوجبة المغرية من الأكلات الحديثة والمبتكرة، لكن في الحقيقة يعود تاريخها إلى منتصف القرن ال 18، إلا أنها عرفت رواجا وإقبالا شديدا في السنوات الأخيرة من طرف الشبان الذين عشقوا مذاقها الذي لا يقاوم. أوضح ”أمين”، عامل في محل للوجبات السريعة بحسين داي، أن محله يفتح أبوابه يوميا لبيع وجبات خفيفة، إلى جانب المثلجات و”الكريب” التي تعتبر تحليات ما بعد الفطور، وتختلف الأذواق من فرد إلى آخر، فهناك من يفضل حشوها بالمربى أو الشوكولاطة وهي المفضلة عادة لدى الأغلبية، خاصة الشباب والأطفال الصغار الذين يرفقونها بشرائح من الأناناس أو الموز، وأخرى توضع فيها فاكهة الكيوي والكريمة. هذه التحلية تلقى إقبالا كبيرا، خاصة في الفترة الليلية عند عكوف الشباب على السهر في الحي. أصبحت تجارة ”الكريب” أكثر ربحا في الآونة الأخيرة بسبب إقبال المواطنين عليها، خاصة الشباب منهم. وحول الموضوع يقول محمد لمين، موظف في إحدى المؤسسات بالعاصمة كان برفقة زملاء عمله؛ إنه غالبا ما يختم وجبة إفطاره بتحلية الفطائر التي لا تقاوم، على حد تعبيره، وعن سعرها، يقول بأنها تتراوح بين 140 و200 دج للفطيرة الواحدة، فهي بمثابة وجبة مكملة لاحتوائها على الفواكه الغنية بالطاقة. ومن أهم مواصفات شرائح الكريب أنها رقيقة، ويمكن الاكتفاء بنثر السكر الناعم على وجهها وهي ساخنة وتناولها على الفور، كما أن عجينتها خالية من الخميرة، لكن المكونات تحتوي على أغلب العناصر الغذائية من دقيق أبيض، بيض، حليب، زبدة، ملح، سكر وفانيليا، وطريقة تحضيرها التقليدية البسيطة ترتكز في أن يتم أخذ مقدار ملعقة كبيرة من الخليط ويفرد في مقلاة ذات سطح ناعم، حيث توجد في هذه العربات لبيع ”الكريب” صينية دائرية الشكل وناعمة الملمس تسهل من عملية فرد العجينة عليها. إلى جانب ”الكريب” المحلى الذي يبقى في الصدارة، نجد للفطائر المملحة نصيبا كبيرا في لائحة طعام أغلب المطاعم ومحلات الأكلات السريعة التي تتهاتف عليها الأسر وتقبل على شرائها نظرا لذوقها المميز، بفضل حشوتها التي تلبي رغبة كل فرد، لاسيما الدجاج أو التونة أو الجبن أو حتى الأسماك.