يبدو أن المراهنة الكبرى هذا العام فيما يتعلق بأعمال البيئة الشامية تقع على عاتق مسلسل «أبواب الريح»، الذي يعول عليه صنّاع الدراما السورية كونه يندرج في الإطار التوثيقي الشامي، وهو من تأليف الكاتب خلدون قتلان، ويديره المخرج المثنى صبح، ويضم نخبة من الفنانين السوريين والذي يمكن اعتبارهم جزءا كبيرا في استقطاب الجمهور، ومنهم الفنان الكبير دريد لحام، الفنان العالمي غسان مسعود، مصطفى الخاني، سليم صبري، معن عبد الحق، حلا رجب، نورا العايق، فادي صبيح، حسام تحسين بك، هبة نور، رامز الأسود، خالد القيش، عبد المنعم عمايري، إمارات رزق، وكوكبة أخرى من النجوم السورية. ويتناول المسلسل أحداث فتنة عام 1860 التي بدأت في جبل لبنان وانتقلت إلى دمشق، والجديد فيه أن الكاتب يتناول المجتمع الدمشقي من خلال حقبة تاريخية موثّقة بعيدا عن الفنتازيا الشعبية والفلكلورية، فالعمل في موضوعه إشكالي، يعود بنا إلى القرن التاسع عشر، ويركّز الكاتب على العامل الاقتصادي آنذاك، حين كانت دمشق تشهد نهضة اقتصادية كان المسيحيون مشاركين فيها بشكل كبير. ويختار العثمانيون القدماء تدمير حي باب توما الذي كان يحوي 6 آلاف نول لصناعة أفخر أنواع النسيج في العالم، وتبدأ الأحداث في جبل لبنان نتيجة شجار طفلين، لتنتقل إلى دمشق وتبدأ بكتابة أطفال مسلمين لعبارات مناهضة للمسيحية وتمتد بذلك الفتنة. ويؤدي الفنان دريد لحام في مسلسل «أبوب الريح» دور يوسف آغا النحاس «شيخ كار النحاسين»، وناظر الخارجية في سراي دمشق، وهي إحدى الشخصيات الثلاث الرئيسية في العمل التي كان سيؤديها سلوم حداد قبل أن يعتذر عنها للمشاركة في مسلسل «الإخوة»، وبهذه المشاركة يعود لحام إلى أعمال البيئة الشامية بعد ما يزيد عن أربعين عاما على مشاركته «صح النوم»، أما الشخصية الثانية في العمل فهي التي يجسّدها الفنان سليم صبري «جورج سكيبي» شيخ كار نساجي البروكار الدمشقي، والشخصية الثالثة هي للفنان غسان مسعود «هاشم آغا الدهمة»، قائم مقام قلعة دمشق. وفي فكرة هي الأولى من نوعها في الدراما السورية والعربية، يقدم الفنان السوري مصطفى الخاني المعروف بأدواره المميزة والمبتكرة، بدور غريب عن أعمالنا، وهو توأم سيامي ملتصق يؤديه مع الفنان معن عبد الحق، بشخصيتي «شفيق ورفيق».