تجددت المواجهات بشكل عنيف، أمس، بين قوات الجنرال الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، ومسلحي المليشيات الإسلامية بمدينة بنغازي شرق البلاد، خلفت سقوط ما لا يقل عن 18 قتيلا من بينهم 11 عسكريا من قوات حفتر في حصيلة تبقى مرشحة للارتفاع في ظل استمرار القبضة بين الطرفين المتصارعين. وذكرت مصادر طبية أن مستشفيات مدينة بنغازي استقبلت ما لا يقل عن 18 جثة من بينها 11 جثة لعسكريين و43 جريحا. وتعد هذه الحصيلة الادمى منذ شن الجنرال المتقاعد الذي يقدم نفسه على انه قائد "الجيش الوطني" في ليبيا عمليته التي اسماها "الكرامة" قبل أسبوعين ضد معاقل المليشيات المسلحة المتطرفة في بنغازي والتي خلفت سقوط 76 قتيلا. وقال العقيد سعد الورفلي قائد القاعدة الجوية ببنغازي الموالي للجنرال حفتر إن المواجهات اندلعت بعد هجوم بالمدفعية شنته مجموعات إسلامية مسلحة منها "أنصار الشريعة" على ثكنة عسكرية للجيش الليبي. وأضاف أن المسلحين هاجموا في وقت مبكر من صباح أمس ثكنة رقم 21 التابعة لوحدات النخبة في الجيش الليبي وهو ما تسبب في سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى في صفوف وحدات حفتر. وكان قائد هذه الوحدات ونيس ابو خمادة أعلن دعمه لعملية "الكرامة" التي أكد الجنرال حفتر أنه ماض في تنفيذها إلى غاية تطهير المنطقة ممن وصفهم ب«الإرهابيين" في إشارة إلى المليشيات الاسلاموية المتطرفة. وتستمر المعارك في مدينة بنغازي وسط غياب تام للسلطات الليبية الرسمية التي حتى وإن نددت مرارا وتكرارا بعملية حفتر إلا أنها لا تملك القدرة والإمكانيات التي تجعلها تقف في وجه الجنرال المتقاعد وترغمه على الانصياع لسلطتها. ومع تواصل المعارك بين قوات الجانبين تعالت الأصوات المطالبة بضرورة حماية المدنيين بهذه المدينة الذين وجدوا أنفسهم بين فكي كماشة قوات حفتر من جهة والمسلحين من جهة ثانية.