تتوجه قلوب ملايين الجزائريين، ومن بينهم الوهرانيون مساء اليوم، بداية من الساعة الخامسة إلى ملعب ميميروا بمدينة بيلو اوريزونتي البرازيلية، الذي سيحتضن لقاء الفريق الوطني بنظيره البلجيكي، وكلهم أمل ودعوات على أن يكون قص العناصر الوطنية لشريط مبارياتهم برسم المجموعة الثامنة التي يتواجدون فيها إيجابيا جدا، ويهدي زملاء القائد بوڤرة، الشعب الجزائري فرحة مونديالية شبيهة بتلك التي منحها له الجيل الذهبي لسنة 1982. ورغم صعوبة المأمورية إلا أن الأصداء الإيجابية الواردة من مدينة بيلو اوريزونتي، وتحديدا من مكان إقامة المنتخب الوطني، والتصريحات المتفائلة لعناصره في كل فرصة تتاح لهم لمخاطبة والحديث للصحفيين، تزيد من شغف الشارع الرياضي الوهراني، وتفاؤله بطلّة مشرفة أمام المنتخب البلجيكي وفي هذا المونديال ككل. فكل الوهرانيين ينظرون لمواجهة الشياطين البلجيكية على أنها مفتاح التأهل إلى الدور الثاني، وهو هدف سيذوب كل اللاعبين ومدربهم من أجل تحقيقه، وحتى الأنصار الذين أبوا إلا أن يسجلوا حضورهم في بلاد "السامبا"، ليكونوا قريبين من لاعبينا كعهدنا بهم في المونديال السابق بجنوب إفريقيا 2010، وفي كل مناسبة كروية هامة، هؤلاء الأنصار الذين تحدوا بعد المسافة سيتحالفون بحناجرهم لدفع رجال الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش إلى الأمام، وبلوغ هذه الغاية الكروية الغالية، كتحالف الشعب الجزائري معهم بدعوات النجاح والتوفيق. فرغم تأخر الشارع الوهراني في إبداء ذلك الولاء للنخبة الوطنية، من خلال تزيين شرفات المنازل والعمارات بالأعلام الوطنية، وارتداء أقمصة المنتخب الوطني، وإطلاق العنان للأغاني الممجدة للفريق الوطني من السيارات والمحلات التجارية، كما كانت عليه الحال في نهائيات كأس العالم ببلاد "نيلسون مانديلا "، إلا أن تدارك الوهرانيين لهذه الأمور في الأيام القليلة الماضية، كان لافتا وأمكننا رؤية الأعلام الوطنية تزين بعض العمارات وشرفاتها كتلك المحاذية للأحياء الشعبية، كابن سينا والضاية والعثمانية والصديقية "قمبيطا"، وسيدي الهواري والحمري وغيرها، والتي بدأ الحديث فيها عن حظوظ الفريق الوطني في المونديال البرازيلي يتصاعد خاصة بالمقاهي وزوايا الأزقة، ومن صنع الشباب في المقام الأول، خاصة بعدما حملت أيامه الأولى مفاجآت من العيار الثقيل، لم تخطر على بال كل الرياضيين كالسقوط القوي لحامل اللقب العالمي المنتخب الإسباني أمام وصيفه الهولندي بخماسية، ومنتخب الأرورغواي صاحب التقاليد في نهائيات كاس العالم أمام المنتخب الكوستاريكي بثلاثية. يحيى أحد هؤلاء الشباب وهو صاحب طاولة لبيع المقتنيات الرياضية الخاصة بالفريق الوطني، قال وبحماسة " سنتأهل إلى الدور الثاني، ونحن قاطرة الكرة العربية أحب من أحب وكره من كره، وسيثبت لاعبونا ذلك في البرازيل وأمام بلجيكا بالتحديد، ولا يهمني إن قل بيعي، فأنا متأكد بأنه سينتعش بعد فوزنا على الشياطين البلجيكية التي أكثرت اللغط"، ليقاطعه أحد المارة، وهو في عقده الخمسين الذي أعجبه كلام يحيى، وأبى إلا أن يقف عند طاولته، ويقتني علما وأوشحة خاصة ب«الخضر"، قال بأنه سيوزعها على أفراد عائلته لمناصرة زملاء لحسن، وإلى غاية آخر نفس من عمر مشاركتهم في هذا المونديال"، صحيح ما تقول "ياشاف"، إن لغط البلجيكيين يذكّرني جيّدا بما فعله الألمان قبلهم في مونديال إسبانيا عام 1982، عندما استهزأوا بنا وبمنتخبنا الوطني، لكن أبطالنا وجهوهم مباشرة نحو الحائط لينطحوا رؤوسهم عليه، ويعضوا أصابعهم على فعلتهم، وعلى الهزيمة المذّلة التي تلقوها على أيديهم، وصدقني إنه ينتابني إحساس بتكرار تلك الملحمة أمام البلجيكيين". ولم يقتصر الولع بالكرة المستديرة، والهوس بالمنتخب الوطني على وجه الخصوص على الرجال فقط، بل ومس كذلك العنصر النسوي، على غرار ما لمسناه عند الحاجة خيرة، التي ردت بقوة وحدة على شاب كان رفقة أقرانه يتناقشون حول الوجه الذي سيطل به الفريق الوطني على محبّيه وعشاقه هذا الثلاثاء، وأبدى تخوفه وتشكيكه في قدرة "الخضر" على الصمود أمام "الشياطين الحمر"، وبدت عليمة ببعض حيثيات المونديال البرازيلي، حيث قالت له ولمن معه: "كونوا متفائلين والعلم الوطني الذي يرفرف في البرازيل يجعلك كذلك، ولقد شاهدتم منتخبات لم تكن في الحسبان، وأحدثت مفاجآت كبيرة فلم لا يصنع الفريق الوطني حيزا فيها، وسيصنعها إن شاء الله ولي ثقة كبيرة فيه، فهو الوحيد الذي يخرجني إلى الشارع للاحتفال، وتذكر أيام الاستقلال التي لن تمحى من ذاكرتي ما حييت، فتحيا الجزائر والفريق الوطني فهما دائما في القلب، وسنلتقي مجددا إن شاء الله في هذا الشارع (هو بحي ابن سينا) لنفرح جميعا بإنجاز أبنائنا في البرازيل". وبين التفاؤل والتشاؤم، يترقب الشارع الوهراني بلهفة النتائج التي يمكن أن يحققها المنتخب الوطني، ويتمنى أن تكون في مستوى آماله وكل الشعب الجزائري إن شاء الله.