وأهاب السيد عبد العزيز بوتفليقة، بالشباب الجزائري الانخراط بإرادة وعزم في مسيرة التنمية الوطنية وأن يثقوا في أنفسهم ووطنهم ومستقبلهم ويبادروا بتنظيم أنفسهم ويجتهدوا في تحقيق طموحاتهم المشروعة، مشيرا إلى أن الدولة تتفهم حيويتهم وحماسهم في التعبير عن أحلامهم وشكاويهم واحتجاجاتهم "لكن بوعي وتعقل وفي سلوك متمدن ومتحضر دون تهور أو استعمال للعنف الذي لا يشرف الشباب ولا الوطن"، كما حذّرهم من الانجرار وراء المغالطات التي قد تروجها أطراف تبتغي التشويه والفتنة اللعينة، و"أياد خبيثة تحاول التلاعب حتى بالرشوة بأحلام الشباب والعبث باستقرار البلاد". وبعد أن ذكر بالثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الجزائري من أجل استرجاع أمنه واستقراره، شدد الرئيس بوتفليقة على أن أجهزة الدولة لن تتساهل ولن تتسامح مع أي طرف يحاول إثارة الشغب أو الفوضى أو تخريب الممتلكات العمومية وأملاك المواطنين مهما يكن المبرر وتحت أي غطاء كان، بل وستتصدى له بكل يقظة وحزم، داعيا الشباب الجزائري إلى الابتعاد عن مظاهر العنف والانخراط في مسيرة التنمية الوطنية واستغلال فرص العمل المتاحة. وفي حين استغرب إقدام بعض الشباب على حرق الممتلكات العمومية "بحجة أن فريقهم خسر مباراة في كرة القدم"، تأسف رئيس الجمهورية لكون الشباب الجزائري يرفض العمل في بعض القطاعات على غرار قطاعات مثل البناء والفلاحة، داعيا إلى ضرورة فتح نقاش ودون خجل حول هذه الحقيقة التي تعد حسبه، من مخلفات المأساة الوطنية التي ساهمت في ضياع جيل بكامله وتركت رواسب ثقيلة في نفوس الشباب. كما أكد أنه "لا بد من صحوة وطنية لمواجهة هذه الأعمال المشينة والذود عن المصلحة العليا للوطن". من جانب آخر جدد السيد بوتفليقة، دعوته للقائمين على شؤون الادراة المحلية في الولايات والبلديات من أجل فتح قنوات الحوار للاستماع إلى انشغالات الشباب والمواطنين والتكفل بها، مبرزا أهمية هذا الملف الذي لا يعني مؤسسات الدولة وحدها وإنما أيضا الأحزاب السياسية والجمعيات وكل قوى المجتمع. كما حث مختلف الهيئات والقطاعات المعنية على الإسراع في تجسيد السياسات والمشاريع المبرمجة، مذكرا بأن التحولات العميقة التي يشهدها مجتمعنا في ظل تأثيرات العولمة، تستوجب على الجميع الوعي بالرهانات والتحديات المفروضة والتحلي أكثر فأكثر بالروح الوطنية وروح المسؤولية.