يبدو واضحا أن كل القوانين الردعية التي شرعت، وكل الشعارات التي رفعت بغرض التخفيض من حوادث المرور التي ما تزال تسجل أرقاما قياسية، لم تجد الأذان الصاغية لدى مستعملي الطريق، سواء تعلق الأمر بأصحاب السيارات أو الحافلات.. ولعل أكثر الصور شيوعا والتي كثيرا ما تحدثنا عنها، تلك التي تعكس ما يقوم به أصحاب الحافلات يوميا من تجاوزات دون الاكتراث بحياة الركاب.. وعلى رأس هذه التجاوزات السباق المحموم الذي تقوم به الحافلات من أجل الوصول أولا نحو مختلف المحطات، بغية نقل أكبر عدد من الركاب في منافسة أقل ما يقال عنها أنها غير شريفة.. ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد إغلاق باب الحافلة على يد أو رجل الراكب، بغض النظر عن كونه امرأة أو عجوزا أو كهلا... المهم كسب رهان السباق المجنون واستقطاب أكبر عدد من الركاب أما حياة هؤلاء وسلامتهم فهي آخر اهتماماتهم. من جانبه، وبكل سلبية، يبدو أن الراكب اليوم لم يعد أيضا يأبه بحياته، فالمهم عنده هو أنه ركب بغض النظر عن الطريقة التي صعد بها إلى هذه الحافلة، وبغض النظر عن تصرفات السائق والقابض التي قد تصل أحيانا إلى شتم الركاب.. ولعل سكوت الراكب على مثل هذه السلوكات السلبية، هو الدافع الأساسي إلى تمادي هؤلاء السائقين في ممارساتهم دون أدنى حرج، في غياب أعوان المراقبة لمديريات النقل، التي لا تؤدي أي دور على المستوى الميداني... فإلى متى يستمر الوضع على حاله؟