جددت الجزائر التأكيد بنيويورك على ان النزاع في الصحراء الغربية هو قضية تصفية استعمار قائمة بين جبهة البوليساريو و المغرب و الذي هو ليس موضع تأويل. و صرح نائب السفير لدى الاممالمتحدة، محمد بصديق امام لجنة تصفية الاستعمار او لجنة ال24 ان "طبيعة النزاع في الصحراء الغربية ليس موضع تأويل و انه كان و سيظل قضية تصفية استعمار بين جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي و بين المملكة المغربية". و بالتالي -يضيف ذات المتدخل- فانه من المثير للانشغال رؤية محاولات تهدف الى التشكيك في الوضع القانوني للإقليم و شرعية ممثليه من خلال الاعتماد على تفسير منحاز و انتقائي للوائح الاممالمتحدة من اجل تغليط و تحدي سلطة الجمعية العامة و مجلس الامن الدولي. كما اشار الى ان ذلك يجب ان يثير انشغال كل بلد عضو في الاممالمتحدة. و ذكر ممثل الجزائر في ذات السياق بان اللوائح الاممية حول هذه المسالة و الآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية و محكمة العدل الاوروبية و الاتحاد الافريقي قد اكدت جميعها بشكل قاطع بان المغرب لا يملك اي سيادة على اقليم الصحراء الغربية. و أضاف بصديق ان "هذا النزاع لن يجد حلا له الا في اطار الارادة الحرة لشعبه طبقا للوائح 1514 و 1541 و 2625". في هذا الصدد سيحيي المجتمع الدولي خلال السنة المقبلة الذكرى ال60 للمصادقة على اللائحة التاريخية 1514 و التي كانت تعبيرا لصدى كفاح عديد البلدان من اجل الاستقلال و اعطاء زخم حاسم لمسار تصفية الاستعمار. كما اكد بصديق ان الجزائر تتأسف لكون حق تقرير المصير المهدد في بعض البلدان لا زال في غير متناول جميع شعوب الاقاليم غير المستقلة. و تابع قوله ان الاكثر اثارة "للأسف" هو لما تبدي بلدان حصلت على استقلالها بفضل مسار تصفية الاستعمار رفضها اعطاء هذا الحق للآخرين و بالتالي "فانهم مطالبون بإبداء تضمانهم اليوم". و اكد نائب ممثل الجزائر ان لجنة ال24 تجد الاساس المنطقي في تجسيد اللائحة 1514 التي تنص على منح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة و التي يجب ان تبقى مرجعا وحيدا لأعمالها. و أضاف بصديق ان الاممالمتحدة و لجنة ال24 تضطلع بمسؤولية خاصة تجاه الشعب الصحراوي، مشجعا اللجنة على القيام بزيارة اخرى للصحراء الغربية من اجل تقييم الوضعية طبقا لقواعد الاممالمتحدة المسيرة لمثل هذه الزيارات و للمهمة التي تتضمنها اللائحة 1654. كما أكد انه "على مستوى الأممالمتحدة تضطلع الجمعية العامة و قسم الاعلام و اللجنة الرابعة و لجنة ال24 بمسؤولية خاصة و انها تحت المراقبة و المتابعة عن كثب من اجل القيام بمهامها و واجباتها". و تابع ذات المتحدث قوله ان "تمسك الجزائر بمهمة اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار ليس بالأمر الجديد او الفريد" و انما "هو انعكاس لموروث" كفاحها من اجل الاستقلال الذي يتطلب منها تقديم دعم متواصل لاستكمال مسار تصفية الاستعمار. و أشار في ذات الصدد إلى أن استئناف المحادثات بين الجانبين تحت اشراف الاممالمتحدة يعطي فرصة لجبهة البوليساريو و المملكة المغربية من اجل استئناف المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة بغية التوصل الى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من الجانبين يفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي. كما اشاد بصديق بالمبعوث السابق للأمم المتحدة هورست كوهلر، معتبرا ان الوقت ملائم لإحراز تقدم في المسار الاممي يكون في مصلحة شعب الصحراء الغربية و المنطقة برمتها مؤكدا انه "لا يوجد بديل عن حرية تعبير شعب الصحراء الغربية" و أضاف نائب السفير بان الجزائر كونها بلد جار قد قدمت على الدوام و ستواصل تقديم دعمها لجهود الامين العام الاممي و جهود اللجنة الخاصة من اجل استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. و نوه في الاخير "بالمشاركة الجوهرية" للاتحاد الافريقي في اعادة احياء المسار السياسي في الصحراء الغربية الذي يندرج في اطار التكفل الذاتي للقارة بمسائل السلم و الامن.