طرد المشاركون في افتتاح الدورة الخامسة لمؤتمر دول الأطراف في معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في إفريقيا معاهدة (بليندابا)، الوفد المغربي الذي قاده يوسف العمراني لخرقه قواعد وإجراءات الاجتماع. وحسب مقاطع فيديو من داخل مقر برلمان عموم إفريقيا بجنوب إفريقيا الذي احتضن أشغال الاجتماع، تداولتها مواقع "تويتر"، أظهرت طلب رئيس الجلسة، من الوفد المغربي مغادرة القاعة لمواصلة الأشغال، لافتقاده شرعية الحضور لجلسة مغلقة لمنظمة ليس عضوا كاملا فيها، حيث "أمرته الرئاسة بمغادرة القاعة فورا وإلا فإن رجال الأمن الذين يشرفون على المؤتمر سيقومون بإبعاده". وتسلل الوفد المغربي، إلى الاجتماع على الرغم من أن بلاده لم تصادق على الاتفاقية وبالتالي ليست عضوا فيها، ورغم كل ذلك وخرقا للقواعد والإجراءات، تمكن من الانضمام إلى الاجتماع وجلس إلى جانب وفود الدول الأعضاء من بينهم الصحراء الغربية وحاول إفشال الأشغال وزرع البلبلة من خلال إعطاء دروس في الشرعية واحترام القانون. وبعد فضح خلفية الوفد المشارك في الاجتماع، لم يبق أمام السفير يوسف العمراني والوفد المرافق له إلا الانسحاب من الاجتماع ومغادرة القاعة أمام أنظار المشاركين الذين استغربوا التصرفات المشينة للدبلوماسيين المغربيين. ولعل مثل هذه السلوكات غير الدبلوماسية والبلطجية، قد دأبت عليها الدبلوماسية المغربية على غرار ما وقع في مابوتو، مالابو ودكار وأماكن أخرى عديدة. وفسر العديد من المراقبين "السلوك المتهور وغير الدبلوماسي" للسفير يوسف العمراني الذي حاول جاهدا المشاركة عنوة في الاجتماع بالإضافة إلى نزعة جامحة في إفشال المؤتمر، بأن المغرب أضحى يعمل على "زرع الانقسام" داخل صفوف المنظمة وأن ذلك ربما يكون هو هدف الأجندة الخفية وراء انضمامه أصلا إلى الاتحاد الإفريقي. وتجدر الاشارة إلى أن المشاركين في اجتماع معاهدة بليندابا قد ذكروا بالأهداف الاساسية لإنشاء المعاهدة لا سيما تعزيز السلام والأمن الإقليميين من خلال حظر حيازة الأسلحة النووية ونشرها في جميع أنحاء إفريقيا وتشجيع الاستخدام السلمي للعلوم والتكنولوجيا النووية. وفي هذا الصدد، حث ممثل جنوب إفريقيا مكساكاتو -ديسكو الدول التي لم تصادق بعد على المعاهدة إلى ضرورة الانضمام إليها دون مزيد من التأخير، من أجل تحقيق الأهداف بشكل كامل لقارة مسالمة ومزدهرة. يذكر أنه صادقت 38 دولة إفريقية على معاهدة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في إفريقيا التي تعرف كذلك باسم معاهدة بليندابا (سميت على اسم مركز الأبحاث النووية الرئيسي في جنوب إفريقيا) تم التوقيع عليها في عام 1996 ودخلت حيز التنفيذ ابتداء من 15 جويلية 2009.