بماذا ستشعركم الصورة الذهنية الآتية " طفل صغير يحضن وسادته " ؟ ، هي جملة أسمعتني إيّاها صباح اليوم الزميلة الأردنية المخرجة المسرحية " أسماء مصطفى" ، و نحن في طريقنا إلى مبنى التلفزيون ، أين كانت لها دردشة في حصة " صباح الخير " ،، "أسماء" كلّها حيوية ، تتنفس الحياة ، و أنت في حضرتها تسقط من عقلك كل المشاكل و الهموم . حدّثتني أسماء عن تجربتها مع الأطفال ، أطلعتني على الكثير من أسرار البراعم ، و كشفت لي أنّ كلّ بحوثها بيّنت أن مسرح الطفل العربي مهمش يعاني الإهمال ، ويفتقد للرعاية والعمل الاحترافي ، ، و المشكل حسب ما وصلت إليه هو استخفافنا بأبنائنا و احتقارنا في كثير المرات لقدراتهم العقلية والذهنية كما يحصل في الكثير من المسرحيات التي تعرض تحت مسمى "مسرح الطفل" أين يغيب العمق الفكري والرؤية الفنية ، و خلصت إلى أنّ الطفل يزف إشعاعا و سبب انحرافه أحيانا ظلمات خلقتها التكنولوجيا، .. و تخيّلوا أنّها اعتمدت على ابنتها كوحدة من عيّنة البحث الذي أجرته . الساعة الآن تشير إلى الثامنة صباحا و عشر دقائق ، الإزدحام الصباحي بلغ ذروته ، و لأوّل مرّة اكتشفت فائدة الازدحام و كنت في كل مرّة أتمنى أن لا نصل بسرعة لشغفي أن آخذ الكمّ الهائل من تجربة " أسماء " ، فحتى لو أنني كنت أدري أنّه بإمكاني الالتقاء بها في المساء ،إلّا أنّ الحالة الفنية الشعورية التي كانت فيها المخرجة أشعرتني أنني أمام فرصة و طقس لا يمكن بلوغه مرّة أخرى ... كلّها مسرح ، و هي من الذين يؤمنون بأنّ الخشبة إثراء ذاتي، و يجدون أنّ المرأة لن تكتمل إلا إذا أدركت مسألة التحرر الروحي والجسدي مسرحياً، و أن تبتعد عن " التكبيل " الذي تفرضه العادات و التقاليد ... 270 كلمة ، تجاوزت حدّ عدد الكلمات المخصصة لي ، وصلنا إلى البلاطو ، و ها أنا أتابع أسماء من وراء الزجاج . يكتبها : سيدأحمد بلّونة