لم تجد وزارة الثقافة التي تتربع على عرشها خليدة تومي يوما لتفتح فيه الرقص سوى يوم الشهيد، لتعلن الوزيرة عن الليالي الملاح والسهرات الطوال حتى الصباح، ولم تجد حرجا أثناء إشرافها على الاحتفالات المخلدة لهذا اليوم في أن ترقص هي أيضا وترفع عقيرتها للزغاريد، على خطى العقيد القذافي حين قال لشعبه في بداية الثورة، "افرحوا وارقصوا" بينما النار كانت تأكل البلاد وتقترب من قصر العزيزية، والصراحة صرت أستغرب إدمان الوزيرة للرقص والزغاريد في كل مناسبة واستغرب أكثر أن تتمايل في اليوم المخلد لذكرى الشهيد، وإن كانت سيدة قصر الثقافة مولعة بالرقص لهذا الحد ما عليها سوى انتظار موسم الأعراس ولا أعتقد أن أي أهل عرس سيرفضون رقصها عندهم، بل ستشرفهم، وتزيد في مقامهم، ويصير حضور الوزيرة في الأعراس ذكرى للمتزوجين الجدد لا تنس أبدا، وتتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، الغريب في هذه الحفلات التي أقيمت على شرف الشهداء أنه تم دعوة مسؤولة الحزب الاشتراكي الفرنسي رفقة زوجها، لتتفرج كيف يتم الرقص على أشلاء الشهداء في يوم الشهيد، ولا أعرف أن رثت المسؤولة الفرنسية لحال الشهداء وحال البلاد، أم صادف رقص الوزيرة أمامها في هذا اليوم هوى في نفسها وجعلها تشعر بعظمة فرنسا، ولكن الأكيد أنها تساءلت بينها وبين نفسها، ماذا لو عاد الشهداء في هذا اليوم ..؟