إستقبل الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس الثلاثاء بمقر وزارة الدفاع الوطني جان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي، الذي يؤدي زيارة إلى الجزائر. و بحسب بيان وزارة الدفاع ، فقد جرت المحادثات بين لودريان و قايد صالح بحضور إطارات سامية من الجانبين و شكلّت " فرصة للتباحث حول علاقات التعاون العسكري الثنائي والنظر في طرق ووسائل تمتينه وتنويعه بما يخدم المصالح المتبادلة للطرفين. و أضاف البيان الدفاع ذاته، أن المحادثات شهدت تبادلا للطروحات ووجهات النظر" فيما يتعلق ب " المسائل الأمنية" المطروحة على الساحة الدولية وبصفة ب " منطقة الساحل" و أن اللقاء سمح ب " تقريب الرؤى " أملا في " إيجاد أفضل السبل لتنسيق المجهودات في سبيل الحلول الناجعة والمجدية للوضع الأمني السائد بهذه المنطقة " و كان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان حّل أمس الثلاثاء بالجزائر في زيارة ، تعتبر الاولى من نوعها له منذ تعيينه وزيرا للدفاع منذ سنيتن. و تسبق زيارتة زيارة لاحقة سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المقررة يوم 8 جوان المقبل . و يرى الخبير السياسي محمد دخوش ، أن زيارة جان إيف لودريان إلى الجزائر تأتي بعد نشر فرنسا قوة تشمل 3000 جندي في مالي و غداة إعلان حكومة مالي حملة عسكرية لاستعادة الشمال الذي خرج عن سيطرتها بالكامل مند جانفي 2012 . و نقلت مصادر إعلامية عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر أن الزيارة هي أكثر من مهمة بالنسبة للفاعلين في منطقة الساحل الإفريقي ، في مقدمتها الجزائر ، و ذلك أمام ما تشهده المنطقة من تصعيد خطير للجماعات الإرهابية على غرار حركة " بوكو حرام " النيجيرية الأمر الذي يتطلب دعما و تنسيقا كبيرين بين دول المنطقة لمحاربة الارهاب ، خاصة و أن الجزائر حرصت دائما ان تكون فاعلا مهما في حلحلة النزاع المتجدد في شمال مالي في كل مراحله وهو أمر تفرضه ضرورات الامن الوطني الجزائري . و يرى محمد دخوش أن فرنسا تدخلت عسكريا في إفريقيا اكثر من 19 مرة منذ الستينيات تحت مظلة سياسة " فرانس-آفريك " و لا تزال لغاية الساعة تعيش في وهم الإمبراطورية وتلعب دورا بارزا ، ولها نحو 9000 جندي في القارة السمراء. و أضاف الخبير السياسي ، أن فرنسا مستمرة في مسعاها بدليل انها مند عام 2011 تدخلت عسكريا في افريقيا أربع مرات في كوت ديفوار وليبيا ومالي وإفريقيا الوسطى . و كان وزير الخارجية رمطان العمامرة كشف أمس الأول في تصريح للإذاعة الدولية عن الخطوط العريضة التي ترتكز عليها زيارة لودريان و قال إنها " تعد فرصة لحوار سياسي على مستوى عال" يتناول القضايا ذات الإهتمام المشترك على غرار "عمليات مكافحة الارهاب في منطقة الساحل" و"الوضع الأمني في مالي".