تعقد المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) اليوم ندوة علمية تحضيرية حول "واقع وتحديات العمل ألاستشرافي العربي"،وأكدت منظمة الالكسو في بيان ان هذه الندوة التي يشارك فيها باحثون واختصاصيون في الاستشراف والدراسات المستقبلية تعد تحضيرا لعقد مؤتمر عربي حول الاستشراف من المزمع اقامته خلال العام المقبل، ويشارك في الندوة العلمية التي تستمر يومين عدد من المختصين في مجال الاستشراف من بينهم من الجزائر والمغرب وفرنسا والأردن والامارات ومصر وليبيا و تونس والسودان و حول المنتدى يقول الدكتور أحمد يوسف أحمد أنه لا يختلف اثنان حول درجة التردي الذي وصلت إليه الأوضاع العربية في السنوات الأخيرة، وهو ما يطرح قضية تتعلق بكيفية المواجهة: هل يكفي أن نركز على مواجهة التحديات والمخاطر الراهنة التي تعصف بنا عصفاً منعاً لمزيد من التدهور في أوضاعنا؟ أم أن المطلوب -بالإضافة إلى ذلك- أن تمتد جهودنا إلى محاولة استشراف المستقبل وتبين ملامحه ولو بصورة تقريبية سعياً للتخطيط لمواجهته والتأثير في صنعه، باعتبار أن هذا المستقبل ليس قدراً حتميّاً لا نملك إلا الاستسلام في مواجهته؟ و حسبه دائما فإنه يلاحظ أن الجهود البحثية لاستشراف مستقبل الوطن العربي قد ازدهرت في أواخر سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته في ظل ظروف مشابهة من التردي، ففي ذلك الوقت كان الصدع في العلاقات المصرية- العربية بسبب مسألة التسوية السلمية للصراع العربي- الإسرائيلي قد بلغ ذروته، ومثّلَ نجاح الثورة الإيرانية في1979 تهديداً جديداً للنظم العربية والأمن العربي، ووصل الأمر بإسرائيل إلى أن أقدمت على غزو دولة عربية مستقلة ودخول عاصمتها في1982. هذا بالإضافة إلى ما تبلور من تطورات مقلقة ومربكة على صعيد قيادة النظام العالمي بعد وصول جورباتشوف إلى سدة القيادة في الاتحاد السوفييتي في 1985، واتباعه سياسات عززت مناخ الانفراج في العلاقة بين العملاقين الأميركي والسوفييتي وصولاً إلى علاقة وفاق حقيقي بينهما، وكانت لهذه التطورات تداعياتها الإقليمية التي نال العرب نصيبٌ كبير منها تمثلت أهم أبعاده في توقف الاتحاد السوفييتي عن تسليح الدول العربية الراغبة في استمرار المواجهة مع إسرائيل، وفتحه الأبواب على مصاريعها أمام هجرة اليهود السوفييت إلى إسرائيل. و عن محتوى المنتدى فيرى الدكتور أن القائمين على أمر المنظمة ينتمون إلى الفريق الذي يؤمن بجدوى استشراف المستقبل. وقد يقال إن الندوة ستركز بحكم تخصص المنظمة على الجوانب الثقافية والتربوية والعلمية، ولكن المشكلات المنهاجية المتعلقة بالاستشراف تبقى واحدة، ذلك بالإضافة إلى أن استشراف المستقبل في هذه المجالات غير منبت الصلة باستشراف المستقبل العربي بصفة عامة، بل إن هذه المجالات كثيراً ما غابت عن جهود استشراف سابقة، ومن ثم فإن الندوة تسد نقصاً مهمّاً في الخبرة المتراكمة لجهود استشراف المستقبل العربي. ويبقى أن ننتظر انعقاد الندوة كي نستطيع الحكم على ما قدمته من جهد علمي في هذا الموضوع بالغ الأهمية لحاضرنا ومستقبلنا.