تناثرت بقايا قطع البطاطا والأرغفة وحبات من الزيتون، وما تبقى من صحون صغيرة في صالة منزل المواطن محمد العرجاني، لتشهد على وحشية الاحتلال الذي لم يمهل العائلة لإتمام سحورها، فقصف منزلهم البسيط ليستشهد أحد أفراد العائلة ويصاب الباقون بجروح. بدا التأثر على الحاج عبد الله العرجاني (70 عاماً) وهو يقف على ركام المنزل المدمر، ويروي تفاصيل الجريمة التي استهدفت منزل نجله، وأدت لاستشهاد حفيده عبد الله. وقال لمراسلنا: "كانوا هنا مجتمعين يتناولون طعام السحور عندما جرى استهدافهم من طيران الأباتشي الصهيوني بصاروخ الساعة 3:00 فجراً بالتوقيت المحلي". القصف الصهيوني على المنزل أدى لاستشهاد عبد الله محمد العرجاني (18 عاماً) وإصابة والده وأربعة من أبنائه وهم: عماد (12 عاماً) وعبد الرحمن (13 عاماً) ونور (15 عاماً) وغزالة (22 عاماً)، وحفيدته وفاء (11 عاماً). على بعد 6 أمتار من مجلس الطعام بدت الحفرة التي خلفها الصاروخ في أرضية المنزل، فيما كانت تتناثر قطع الأسبستوس المدمرة في كافة أرجاء المنزل الذي يؤوي ثلاث عائلات قوامهما 20 فرداً. على مدخل إحدى غرف النوم، وقف الحاج العرجاني، كانت الحجارة والركام تنتشر على سرير النوم، لتعكس مأساوية ما ألم بالعائلة. وقال: "لماذا قصفوا هذا البيت؟ لا يوجد لدينا مقاومون أو مواقع مقاومة .. هذا احتلال يستقوي علينا نحن المدنيين حسبنا الله ونعم الوكيل .. المنزل أمامك لم يعد فيه شيء صالح". وفي مشفى ناصر حيث كان يتلقى العلاج، بدا التأثر على محمد العرجاني (45 عاماً) وهو لا يدري أيبكي ابنه الشهيد محمد (19 عاماً) أم أطفاله المصابين، أم جراحه النازفة، أم بيته المدمر الذي لم يعد صالحاً للسكن. وقال العرجاني لمراسلنا، وقد التف حوله عدد من أقاربه: "الحمد لله على كل حال .. وحسبنا الله على اليهود وأولاد الحرام". وزاد: "إحنا في منزلنا لا إلنا ولا علينا .. كنا نتناول طعام السحور .. قصفوا البيت .. إيش بدي أقول عبد الله استشهد ... وأصبنا .. كان يمكن أن نستشهد جميعاً فالحمد لله على كل شيء". أما ابنه الطفل عماد الذي أصيب بكسر في يده اليمنى فجلس هو وشقيقه على سرير مجاور في مشفى ناصر، وقال: "سمعنا في البداية صوت انفجار خارج المنزل .. وبعد عدة دقائق جرى قصف منزلنا .. صاروخ استهدف منزلنا بشكل مباشر". وأكمل: "كل ما أذكره أنني طرت من مكان جلوسي، والأسبست كله تحطم علينا، وكان هناك غبار كثيف ولم أدر بنفسي إلا وأنا بالمشفى". الانفجار الذي تحدث عنه الصغير عماد، هو غارة صهيونية استهدفت جارهم محمد شراب (23 عاماً) بينما كان عائداً لمنزله ليمضي هو الآخر شهيداً. نور (15 عاماً) كانت تتلقى العلاج في غرفة أخرى مع شقيقتها غزالة، قالت: "لماذا قصفوا منزلنا؟ أين سنذهب وننام الآن؟ احتضنتها والدتها وهي تقول لها من بين دموعها "إلنا الله ولن يضيعنا .. ربنا كبير يا بنتي".
إذاعة الاحتلال: انقسامات بالكابينيت حول مسار الحرب قالت الإذاعة الصهيونية العامة، إن انهيار التهدئة التي أقرها الكيان الصهيوني فجر اليوم من جانب واحد يوحي بانقسامات بين أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت الصهيوني" الثمانية. ونوهت الإذاعة إلى أن خمسة من أعضاء الكابينيت الصهيوني وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كانوا قد أيدوا قرار تمديد ما أسموها "الهدنة الإنسانية"، فيما عارضه ثلاثة آخرون، أبرزهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وأشارت الإذاعة الصهيونية إلى أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية سيلتئم مجدداً في الخامسة من عصر اليوم لمتابعة نقاشه حول الحرب على غزة.
المقاومة توافق على تهدئة إنسانية ل24 ساعة وافقت المقاومة الفلسطينية على الدخول في فترة هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة الثانية من ظهر امس. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري في بيان مقتضب له: "إنه تم التوافق بين فصائل المقاومة على التهدئة الإنسانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة 2 ظهراً استجابة لتدخل الأممالمتحدة ومراعاة لأجواء العيد".
جيش الاحتلال يستأنف عدوانه الشامل على قطاع غزة استأنف جيش الاحتلال الصهيوني عند الساعة العاشرة من صباح امس عدوانه الشامل من الجو والبر والبحر على قطاع غزة. ويأتي ذلك في أعقاب هدنة إنسانية استمرت 12 ساعة أمس السبت، بالتوافق مع المقاومة الفلسطينية، وساعات إضافية من الهدنة التي أقرها الاحتلال الصهيوني من جانب واحد، دون أن تلتزم بها المقاومة. وكانت المقاومة الفلسطينية استأنفت نشاطها ضد الكيان الصهيوني فور انتهاء الهدنة الإنسانية التي اتفق عليها أمس السبت، وانتهت عند الساعة الثامنة مغربا، وقصفت مستوطنات ومدن الاحتلال بعديد الصواريخ.
مسؤولون صهاينة: الحصار الجوي سابقة اقتصادية خطيرة عبر مسؤولون كبار في وزارة المالية الصهيونية عن قلقهم من توقف شركات الطيران من أنحاء العالم عن تسيير رحلات جوية من الكيان وإليه على خلفية العدوان على قطاع غزة وإطلاق الصواريخ على المطارات الصهيونية. ونقلت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية امس عن مسؤولين في وزارة المالية وصفهم لوقف الرحلات الجوية إلى "إسرائيل" بأنها "سابقة اقتصادية خطيرة"، وأنه لولا عدم استئناف الرحلات الجوية خلال فترة قصيرة نسبية لأدى ذلك إلى تغيير التوقعات بشأن النمو الاقتصادي الصهيوني. وأضافوا أن "حصارا جويا على "إسرائيل" كان سيمس بشكل خطير بصورتها كدولة عالمية منفتحة أمام الأعمال التجارية من جميع أنحاء العالم"، وأن "حصارا كهذا كان من شأنه أن يحول صورتها إلى دولة خطيرة للأعمال؛ لأن انعدام اليقين فيها أكبر مما ينبغي". ولفتت الصحيفة إلى أنه ما زالت هناك عدة شركات طيران تمتنع عن الوصول إلى "إسرائيل" وبينها شركة الطيران الأردنية "الملكية الأردنية" و"بيغاسوس" التركية. وكانت الولاياتالمتحدة وعدة دول أوروبية أعلنت في وقت سابق عن وقف كامل رحلاتها الجوية ل"إسرائيل" بسبب سقوط صاروخ قرب مطار بن غوريون وتسببه بأضرار جسيمة ببلدة "ايهود" القريبة. وتتخوف الشركات الأجنبية عن سيناريو مشابه لعملية إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا الأسبوع الماضي، والتي كان على متنها 300 راكب واتهم الانفصاليون الأوكران بإسقاطها. وسبق أن وجهت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" رسالة إلى شركات الطيران الأجنبية التي تسير رحلات إلى "إسرائيل" تطالبهم فيها بوقف رحلاتهم الجوية إلى المطارات "الإسرائيلية". وعزت الكتائب في بيان، توجيه رسالتها لشركات الطيران الأجنبية بسبب "المخاطر المحدقة بكافة المطارات الصهيونية نتيجة للحرب الدائرة".
مصرع جندي صهيوني والقسام تقصف "تل أبيب" وأسدود سمحت الرقابة الصهيونية صباح امس بنشر نبأ مقتل جندي صهيوني بعد ساعات من إصابته بجراح خطيرة منتصف هذه الليلة إثر سقوط قذيفة هاون في إحدى المستوطنات القريبة من قطاع غزة. وأوضحت أن الجندي القتيل هو المساعد "باراك رفائيل ديغوركر" البالغ من العمر (27 عاما) من سكان مستوطنة "غان يافني". وبذلك يرتفع عدد قتلى جنود الاحتلال منذ بدء الحرب البرية إلى (43) جنديا وضابطاً بحسب الاعتراف الصهيوني الرسمي. من جانب آخر، قصفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس صباح اليوم مدينة "تل أبيب" وسط فلسطينالمحتلة وأسدود جنوبًا ب7 صواريخ. وقالت الكتائب في بيانين مقتضبين ومنفصلين لها إنها تمكنت من قصف مدينة "تل أبيب" بصاروخين من طرازM75، ومدينة أسدود ب5 صواريخ من طراز "غراد". ودوت صافرات الإنذار في مناطق واسعة في جنوب ووسط فلسطينالمحتلة. بدورها، ذكرت صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية أن صاروخًا انفجر في منطقة مفتوحة في مدينة "بتاح تكفا" دون وقوع إصابات. وكانت الكتائب أعلنت أمس وبعد نحو ساعة من انتهاء وقت التهدئة الإنسانية والتي كانت لمدة 12 ساعة عن قصفها مدينتي "تل أبيب" وعسقلان بعدة صواريخ. يذكر أن الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري قال الليلة إن "أي تهدئة إنسانية لا تضمن انسحاب جنود الاحتلال من داخل حدود القطاع، وتمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم، وإخلاء المصابين غير مقبولة". جاء ذلك بعد أن قرر المجلس الوزاري الصهيوني المصغر "الكابينت" منتصف الليلة الموافقة على طلب الأممالمتحدة بتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة مدة 24 ساعة أخرى. وكان الكيان الصهيوني مدد وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه نهار أمس مدة 4 ساعات أخرى، في حين أعلنت الفصائل أن هذا الإعلان لا يلزمها وواصلت إطلاق الصواريخ.
العدو يعلن وفاة جنديين متأثرين بجراحهما ما يرفع حصيلة قتلاه ل42 أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني منتصف الليلة عن وفاة ضابطين متأثرين بجراحيهما في وقت سابق على مشارف قطاع غزة ما رفع عدد الجنود القتلى منذ بدء العملية البرية إلى 42 بحسب اعتراف الجيش. وقالت القناة العبرية السابعة إن القتلى هم الميجر "ليعاد لبيه" 22 عاما من تلمي يوسيف ورتبته ضابط في سلاح المشاة وتوفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها يوم الخميس الماضي جنوبي القطاع. وأضافت القناة أن المساعد "رامي كحلون" 39 عاما من الخضيرة ويخدم في وحدة المظليين توفى هو الأخر متأثرا بإصابته بجروح على حدود القطاع الجمعة الماضي. وفي السياق أعلن الجيش أنه ثلاثة من جنوده أصيبوا الليلة وصفت حالة أحدهم بالحرجة، والأخرين متوسطة وطفيفة بعد سقوط قذيفة هاون أطلقتها المقاومة على إحدى كيبوتسات "سدوت نيغيف".
العدو يمدد التهدئة يوما آخر.. حماس ترد: أي تهدئة لا تضمن انسحاب الاحتلال غير مقبولة صادق المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر (الكابينيت) على تمديد الهدنة حتى منتصف الليلة القادمة. جاء ذلك في جلسة المجلس التي انتهت قبل قليل. وكانت "الهدنة الإنسانية" في قطاع غزة امتدت حتى منتصف هذه الليلة. وكان من المقرر أن تنتهي هذه الهدنة عند الساعة 8 مساء إلا أن أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قرروا خلال استفتاء هاتفي إقرار مواصلة الهدنة.
وقد عاد المجلس إلى الاجتماع الليلة لمناقشة سير الحرب على غزة وتحديد أهدافها وشروط وقفها. ونقلت وكالة رويتر للأنباء عن مصدر صهيوني في القدس قوله إنّ "إسرائيل" تميل الى تمديد الهدنة الإنسانية باثنتي عشرة ساعة إضافية، إلا أنه تقرر تمديد الهدنة لمدة 24 ساعة إضافية. وأضاف هذا المصدر إن "إسرائيل ليست بصدد منع مواطني غزة من التزود بالمستلزمات ما دامت العملية العسكرية ضد الأنفاق مستمرة"، مدعيا في الوقت نفسه أن "إسرائيل ليست في حالة حرب مع المدنيين". وذكرت القناة العبرية الثانية، أن نشاطات الجيش ضد الأنفاق ستستمر وأنه سيرد على كل خرق للتهدئة، في حين كشفت مصادر عسكرية صهيونية أن الجيش لم يقم بهدم أي من الأنفاق خلال هدنة أمس السبت. وكانت "إسرائيل" مددت وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه نهار أمس مدة 4 ساعات أخرى، في حين أعلنت الفصائل أن هذا الإعلان لا يلزمها، وواصلت إطلاق الصواريخ. وبدوره، قال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس في تصريح مقتضب وصل "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن أي تهدئة إنسانية لا تضمن انسحاب جنود الاحتلال من داخل حدود القطاع، وتمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم وإخلاء المصابين غير مقبولة.