يقالأنالمهرجاتهيمرياالمدنالتيتعكستاريخهاوحاضرهاوماضيها،وتكشفعنانجازاتهاومراحلنموهاوتطورها،وتنطبق هذه المقولة كثيرًا على عرائس المدن دبي ومهرجانها للتسوق، الذي نجح بشهادة القاصي والداني في ابراز جماليات وطموحات هذه الإمارة الصغيرة التي تتوسط سبع امارات ولا يزيد مساحتها عن 4,114 كلم ، حيث تمكن في سنوات قليلة من سرقة أضواء مدن عالمية عريقة.واصبحت مقصد وقبلة للسياح يحجون اليها من كل بقاع العالم في رحلات الشتاء والصيف خاصة خلال موسم المهرجانات. 20 عاماً.. والعالم يحتفل ويكتشف دبي
يعتبر مهرجان دبي للتسوق الحدث الأكثر استمرارية ونجاح على مستوى العالم، الذي تنظمه مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، إحدى مؤسسات دائرة السياحة والتسويق التجاري خلال الفترة ما بين 1 يناير حتى 1 فبراير 2015،حيث تعيش دبي على مدى 32 يوماً أجواء الفرح والترفيه والاحتفالات المدهشة و الكثير من العروض الترويجية والجوائز القيمة. التي تجعل الزائر والمقيم في دبي يشعر أنه يكتشف ذاته وذات المدينة لأول مرة، فمعظم مناطقها وأزقتها تتغير بالأنوار والأعلام والألوان فتكاد لا تتعرف عليها كما تتحول أرصفة شوارعها الرئيسية كجادة الشيخ زايد الى منصات عرض لأيقونات ومجسمات ولوحات فنية مضيئة بكل الوان الطيف التقنية ترفع فيه شعار المهرجان وأحلام المدينة التي تنام على وقع الالعاب النارية وتصحو على صباحات البهجة والفرجة التي تصنع في مراكزها للتسوق و اسواقها الشعبية ومناطقها التراثية.
مهرجان الكرم ذهب مال..وسيارات جزر وشقق تصر دبي خلال مهرجانها للتسوق و في كل طبعاته على كشف خصوصية هذه المدينة وتميزها وتفردها ، والبوح بأسرار عشق الناس لها، الكامن في كرمها الزائد الذي تغرق به سكانها وزائريها فلا يوجد تعيس في دبي الكل مبتسم وسعيد ، بالأجواء الاحتفالية وبالتخفيضات التجارية على مختلف أنواع البضائع والتي تصل لدى بعض المحال التجارية إلى 75 بالمئة، ومن لم يشتري يتفرج على العروض و الكرنفالات داخل الأسواق وخارجها، أو يجرب حظه في سحوبات المهرجان اليومية التي تتضمن "سيارات فارهة وكيلوغرامات من الذهب والماس وأموال نقدية تضاهي الثروة. ويكفي أن تشاهد برامج التلفزيون المباشرة لفعاليات المهرجان لترى قصص حقيقية تشبه حكايا المصباح السحري فكم من عامل بسيط اشترى بطاقة تعبئة رصيد ليكلم أهله ففاز بهدية العمر التي غيرت حياته. لقد افرط المهرجان حقاً بكرمه وبتقديمه لأكبر الجوائز وأكثرها قيمة، حيث بلغت قيمة الجوائز التي قدمها منذ انطلاقته الأولى في العام 1996 حتى دورة العام الماضية 2014 حوالي 1.7 مليار درهم، منها 80.5 مليون درهم مبالغ نقدية و734 كيلوغراما من الذهب و33 سيارة رولز رويس، إلى جانب سيارات نيسان ولكزس وإنفينيتي. كما منح المهرجان 100 كيلوغرام من الذهب لرابح واحد، و10 سيارات نيسان لفائز واحد فقط في إحدى الدورات السابقة،كما قامت إحدى الشركات بتقديم جوائز عبارة عن جزيرة صغيرة وطائرة نفاثة، هذا بالإضافة إلى العديد من الجوائز القيمة الأخرى.
وقد يتسأل البعض عن الذي تكسبه دبي من هذا العطاء المفرط في مهرجانها للتسوق وهل نجح فعلا هذا المهرجان خلال العشرين عاماً من تحقيق طموحات المدينة التي تبنى نهضتها على صهوة جواد. سؤال حملناه للسكان دبي وزائريها لنكتشف حقائق بسيطة وعميقة عن ما يحدث في هذه المدينة المدينة بعيدا عن الأرقام والإحصائيات الرسمية.
أرزاق المهرجان.. من الدرهم إلى المليار
يقول عمر العامل في إدارة أحد فنادق دبي الفخمة،أن المهرجان أصبح موسماً سياحياً تنتظره كل الفنادق وتستعد له بعروض خاصة. حيث ترتفع نسبة إشغال الفنادق خلال هذه الفترة ما بين 95 إلى 100% وأوضح عمر أن ادارة الحجز في الفندق تجد صعوبة بالغة في توفير غرف لكل الزبائن بسبب ارتفاع معدلات الطلب إلى رقم قياسي رغم ارتفاع اسعارها إلى الضعف في هذه الفترة . وأشار إلى أن مطاعم الفندق الخاصة تشهد هي الأخرى اقبال واسع، ويوضح عمر أن أردت معرفة أهمية المهرجان وفوائده على جميع الناس لاحظي ابتسامة وبهجة عامل حامل الحقائب ، اسأليه ماذا يعنى له المهرجان وكم أصبح يكسب وكيف تضاعف مدخوله بسبب اكراميات النزلاء " البقشيش".. هذا هو النجاح بعينه.
مليون سبب للتسوق.. والكل يدفع تقول ياسمين التي التقيناها في احدىا لمحلات بمركز دبي مول محملة بحقائب تسوق عليها أسماء علامات تجارية مثل زارا ومانغو وكلاركس.انها تحرص على زيارة المدينة سنوياً خاصة خلال مهرجان دبي للتسوق وذلك لقضاء أوقات ممتعة والاستفادة من التنزيلات والعروض التي تطرحها المحلات وتؤكد أنها انفقت منذ دخولها مركز التسوق اكثر من 800دولار،تقول اشترت 6 قطع شتوية، وأحذية و اكسسوارات..وتضيف ياسمين سأنفق اخر فلس معي في دبي فالعروض مغرية ولأ تقاوم. من جهتها تكشف عائلة أبو محمد المقيمة في دبي منذ سنوات، انها خصصت ميزانية للمهرجان واختارت هذه السنة تغير اثاث البيت الذي تشهد أسعاره ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنة فانتهزت أيام المهرجان للاستفادة من التخفيضات وتغير ديكور البيت، يقول ابو محمد كل الاشياء تغريك على الإنفاق ، لقد صرفت حوالي 5ألاف دولار، مبلغ اخرته لمدة شهور،وجاء الوقت المناسب لصرفه يجب أن ادلل عائلتي ونفسي، في دبي انفق تسعد .حقا هناك مليون سبب لتتسوق يقول ابو محمد .
الماركات .. تنتعش وترخص في المهرجان ويقول عبد العزيز ، بائع في محل أحذية لإحدى الماركات العالمية، أن عدد زبائن المحل قليل خلال اشهر السنة وذلك يرجع الى طبيعة المنتج وأسعاره المخصصة لفئة معينة من الناس لكنفي كل موسم من مهرجان دبي للتسوق تزداد مبيعاتنا بنسبة لا تقل عن 50%، وفي بعض المواسم تمكنا من تحقيق مبيعات تساوي مجموع مبيعاتنا في شهرين أو ثلاثة أشهر من باقي السنة. وأوضح عبد العزيز أن متسوقي وزوار المهرجان استفادوا من عروض المحل الترويجية مما ساهم في زيادة المبيعات بشكل كبير.
المطار..نبض المهرجان بمجرد أن تهبط في مطار دبي، ستفاجأ باستقبالك على أنغام الموسيقى والرقص الممتعين ضمن مشهد موسيقي مبدع.حيث تقدم مجموعة "غوغا فلاش" التي تتألف من 3 فنانا عالميا من مختلف أنحاء العالم،عدة عروض موسيقية تفاعلية ومبهجة مع زوار دبي الواصلين إلى مطار دبي الدولي، ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق النسخة 20. ويقول شاب من الارجنتين ان هذه أول مرة يحضر فيها مهرجان دبي للتسوق مضيفا أنه خطط لهذه الرحلة بعد ان قرأ وسمع عن الخصومات وأجواء دبي في هذه المدينة. وتظهر بيانات مطار دبي الدولي زيادة في عدد الزائرين من الاسواق الناشئة. وارتفع عدد الوافدين على المطار من آسيا 14 بالمئة في نوفمبر على أساس سنوي بحسب أحدث بيانات متاحة.
دبي ..حلم العرب في المطار التقينا عائلة جزائرية مقيمة بدبي منذ اكثر من سنوات تستعد للسفر لبلادها،قاطعنا سفيان المشغول بحمل حقائبه الضخمة المحملة بالهدايا بسؤال عن دبي ومهرجانها ،فردد بسرعة انها جنة التسوق ومدينة تشرف الوطن العربي بإنجازاتها،وقال لقد عاصرت المدينة في مراحل تطورها لقد أذهلتنا بنموها كل يوم تدهشنا حقا مدينة العجائب والبهجة ،امابخصوص المهرجان فيقول سفيان احب سياحة المهرجانات وسافرت كثيراً إلى مدن عالمية اشتهرت بذلك لكن دبي تفوقت على ذاتها بمهرجان عكس طموحاتها وأحلامها جسدت من خلاله رؤية المدية لمستقبلها ..و اضافات من ىانت ستنسخ الجزائر ودول عربية تجربة دبي الرائدة في هذه المجال.