الشعراء والشاعرات عندنا ومن يعتقد منهم أنه على دين الشعر والأدب ، في أغلبهم مجرد غوغاء ، متلقياتهم الدورية أكثرها للصيد والبحث عن فرائس بمقاييس خاصة أكثر منها ملتقيات ثقافية تخدم الشعر ، و ولولا ذاك لما وجدنا أكثر من يجتمع حول هذه الملتقيات هم ما يوضعن في خانة الشاعرات، رغم أن الشعر في أصوله لا يصنعه إلا الرجال ولو كان صناعة نسائية لكان أغلب شعراء الجاهلية من النساء، ولكان المتنبي مؤنثا وصار متنبية وكذا عنترة وغيره ، المشكلة ليس في " الشاعرات " ولكنه في الذكور " حتى لا نقول رجال " الذين يفتحون الباب للواتي تقلن أي كلام على وزن " آه ونص " وعلى شاكلة الشعر الحر، حتى وان اعترف الشعراء الأشاوس أنه لا يوجد ما يسمى بالشعر الحر أو الشعر الحداثي لأن الشعر له شروطه، حتى صار الكل شاعر والكل شاعرة وما عليك سوى أن تقول أي كلام مهما كان لتجلب الانتباه وحين لا يفهمه أحد يمكنك ان تقول أنه الشعر الحداثي ولا داعي لفهمه، و في هذا المقام أذكر أن أحدى الزميلات الشاعرات والتي تشتغل بالصحافة دعدتني لتوقيع باكورة أعمالها الشعرية وجاءت شخصيات ثقافية من بينهم وزير في حقبة ما للثقافة لهذا الحدث، حين قرأت بعض ما كتبته من شعر استغربت كيف احيطت بكل هذه الهالة، والمشكلة لم تتوقف هنا بل أدرجها الناشر في كتاب يضم أعظم 100 شخصية جزائرية في القرن الأخير والمصيبة الأعظم أن أسماء ثقيلة لم تجد لها مكانا بين ال 100 لكن " مدام دليلة " الثقافية وجدت مكانا لها رغم أنه لم يسمع بها أحد من قبل ومن بعد ولم تنتج كتابا آخر، الحكاية التي وجب فهمها أن بعض –المتثيقفين- لا يهمهم كتابة الشعر قدر ما يهمهم ان يكون الكاتب أنثى، ولا يهم الجمال المهم أنثى .