"كاليدونيا... مظلمة النفي" فيلم وثائقي للمخرج الجزائري "عبد القادر مام" عرض أمس الأول بسينماتاك وهران في إطار مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته الثامنة، ويتناول العمل الوضع الراهن للجزائريين المنفيين في تلك الرقعة من العالم وعائلاتهم، عندما حاول الاستعمار الفرنسي سنة 1871 إخماد ثورة الشيخين محمد المقراني ومزيان الحداد وإلقاء القبض على أهم القيادات والشيوخ البارزين والمخططين للمقاومة ونفيهم الى قلب المحيط العادي على 22 ألف كلم من الجزائر الى كاليدونيا الجديدة. الفيلم يتطرق للقضية من زاوية جديد تحاول توثيق حال أحفاد المقراني ومزيان الحداد المنفيين بعد مرور كل هذا. ويصور العمل تشبث هؤلاء بأصولهم رغم تعنت المستعمر للنيل من هويتهم وطمس روحهم الثائرة التي رفضت الاستعمار وحاربته بقوة. وينقل لنا مخرج عبد القادر مام في هدا الوثائقي شهادات حقيقية من المحيط الهادي تروي الوجع الذي يعيشه هؤلاء جراء التمييز العنصري الذي يتكبدونه فقط لان دمهم جزائري أشم. من جهته ذكر مخرج الوثائثي الوثائقي "عبد القادر مام" أنه هناك الكثير من صفحات التاريخ الجزائري كانت مؤلمة جدا كمسألة النفي المسكوت عنها، الأمر الذي حركني لتبني قضية شريحة شعروا أنهم منسيين وقال : "أبنائهم الآن يقاومون لاسترجاع الهوية، اللسان والدين وهذا ما أردت تناوله، وهم معتزون بهويتهم الجزائرية " وأضاف "تعرضت لضغوطات عند محاولتي الحصول على تصريح للذهاب لكالدونيا للتصوير، وكان الأمر مستحيل، إلى أن حصلت على دعوة وذهبت كسائح غير جزائري، ليس كجزائر وكسائح لأتمكن من إنجاز العمل". وأهم نقطة ركزت عليه هو نقل صرخة جزائريي كاليدونيا وكفاحهم لإنشاء "دار الجزائر بكاليدونيا" بغية البحث عن أنسابهم وجدورهم الجزائرية".