:بقلم الأستاذ س محمد أمين باحث يكلية العلوم السياسية و العلاقات الدولية جامعة الجزائر3 أولا: من الناحية الجيو أمنية هذه الخطوة جاءت بعد فشل مساعي المملكة المغربية لربط نشاط جبهة البوليساريو مع التنظيمات الإرهابية في المنطقة المغاربية و منطقة الساحل الإفريقي و التي بدأت بالتمويلات التي قدمتها المملكة لعدد من مراكز الدراسات الأمريكية المتخصصة في الشؤون الأمنية و الإستراتيجية في محاولة لزج و تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية على غرار ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و باقي الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، في نفس الوقت صعوبة التي لاقتها الأجهزة المختصة في المغرب لإيجاد أي علاقة وظيفية أو مصلحية بين التنظيمات الإجرامية في المنطقة على غرار عصابات المتاجرة بالأشخاص و بالأسلحة مع جبهة البوليساريو التي تعرف جيدا نوايا نظام المخزن للزج بها في مثل هذه المتاهات و التفاهات في نفس الوقت . ثانيا: من الناحية الدبلوماسية فشل المغرب الذريع في تسويق مشروعه المولود ميتا أصلا و المسمى بمشروع الحكم الذاتي الذي وضع صانع القرار المغربي في حالة هستيرية في الفترة الأخيرة بسبب عدم التعاطي بجدية من قبل المنتظم الدولي مع هذا المشروع الذي صرفت عليه المؤسسة الملكية في المغرب أموال طائلة للترويج له إفريقيا و أوروبيا و دوليا دون جدوى تذكر في مقابل ذلك أريد بهذا السيناريو المغربي المفبرك حول رصد لنشاطات حزب الله في تدريب قوات تابعة للبوليساريو ما هو إلا ذريعة مغربية بحتة بهدف إحراج جبهة البوليساريو و نزع عنها صفة التمثيل الشعبي و القانوني للشعب الصحراوي في نضاله المسجل في أروقة الأممالمتحدة كمسألة تصفية الإستعمار فقط لا أكثر و لا أقل. ثالثا: من الناحية الجيواستراتيجية و العسكرية و هنا لابد من الإشارة أن المملكة المغربية هي شريكة شقيقتها المملكة السعودية في عدوانها على دولة اليمن و تعيشان في نفس المستنقع الذي أصبح يشكل هاجس كبير للسعودية و الدول التحالف المشاركة فيه نظرا لعدم وضوح الأهداف و صعوبة التسيير العقلاني لهذه الحرب البربرية ، الأمر الذي دفع بصانع القرار المغربي و بالطبع بإيعاز من دهاليز القصور الملكية في السعودية لقطع العلاقات مع إيران و إيجاد هذه الذريعة الحمقاء بهدف فك الخناق الذي تعيشه دول التحالف في حربها على اليمن و محاولة تقديم صورة على أن المواقف العربية المعادية لإيران ليست فقط خليجية و لكنها كذلك مغاربية على لسان نظام المخزن الإبن المدلل للمماليك الخليج العربي المتأمرك. رابعا: من ناحية العلاقات الدولية لا يمكن قراءة هذه الخطوة المغربية في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بطريقة مفاجئة و بدون أية تفسيرات ملموسة دون قراءة الوضع الدولي و الإقليمي التي تمر به المنطقة فبداية نهاية ما يسمى بتنظيم الدولة في العراق الشام و بداية الحديث عن منطقة الساحل كبديل عملياتي لنشاطات هذا التنظيم المزعوم فإن المغرب بهذه الخطوة يقدم تبريرا إضافيا للسياسة الدولية التي يزعم صانعها الغربيين و مموليهم الخليجين أنه لابد من التدخل و التركيز على منطقة الساحل الإفريقي كرقعة شطرنج جديدة لابد من الإستثمار الأمني و العسكري فيها و خير دليل على ذلك دخول السعودية و الإمارات على الخط و تعهدهم بالدعم المالي للمبادرة الأوروبية حول التدخل في الساحل في حال إنتقال نشاط داعش من الشرق الأوسط إلى الساحل الإفريقي و هو سيناريو يتم تجهيزه و إعداده في أكبر مخابر البحث و الدراسات الإستراتيجية الغربية و الأمريكية المدعمة بالطبع من قبل اللوبي الإسرائيلي الآيباك. و في الأخير لابد أن النشير أن التفكيك التحليلي للخطوة المغربية في قطع علاقاتها مع إيران تبرز هشاشة عملية صنع القرار في السياسة الخارجية المغربية فالمتهم هو حزب الله اللبناني و جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف فكيف يتم تجاوز كل هذا و التوجه مباشرة لإيران، يبقى هذا السؤال مطروح؟ لكن في نفس الوقت قد تجيب عليه صورة السيلفي التي يتوسط فيها الملك المغربي محمد السادس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان و رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في جلسة حميمية في إحدى القصور الباريسية الفخمة المملوكة لطويل العمر بالطبع، و الحديث قياس....