اشترط الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي وعد في وقت سابق بالتوقيع على المبادرة الخليجية امس، توقيعا مشتركا مع المعارضة، مؤكدا عدم اعترافه ب"التوقيع في الغرف المغلقة". وجاء موقف صالح بعد توقيع المعارضة منفردة على المبادرة التي يفترض أن تؤدي إلى انتقال السلطة في اليمن، في حين شككت مصادر بالمعارضة في نية صالح التوقيع على المبادرة. وأعلنت المعارضة انه إذا لم يوقع صالح على المبادرة فستواجهه ثورة حقيقية. فقد أكد الحزب الحاكم وحلفاؤه في أعقاب اجتماع برئاسة صالح على "ضرورة أن تجرى مراسم التوقيع على اتفاقية المبادرة (الخليجية) في القاعة الكبرى بالقصر الجمهوري، وبحضور كافة الأطراف السياسية المعنية بالتوقيع"، بما في ذلك أحزاب اللقاء المشترك، وذلك في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية يوم الاحد. وأكد الاجتماع أن "التوقيع في الغرف المغلقة لا يمكن الاعتراف به، ويعكس نوايا سيئة تجاه المبادرة والالتزام ببنودها". ومن المقرر أن يحضر مراسيم التوقيع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وسفراء الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وسفراء الدول الصديقة والشقيقة المعتمدون لدى اليمن، وذلك حسب بيان بثه التلفزيون المحلي. و نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر طبية ان متظاهرا معارضا توفي يوم الاحد في العاصمة صنعاء في اثناء مواجهات بين معارضين ومؤيدين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح. هذا وتجمعت حشود ضخمة من المحتجين في شوارع العاصمة صنعاء، للتعبير عن رفضها التوقيع على المبادرة الخليجية. وكان المحتجون قد نظموا احتفالات كبيرة شملت عرضا عسكريا للضباط والجنود الذين انضموا الى صفوف المحتجين. واقيمت الاحتفالات في صنعاء و16 مدينة بمناسبة ذكرى توحيد اليمن و"للتأكيد على وحدة اليمنيين بعيدا عن النظام". هذا وتفيد الأنباء الواردة من المحافظات أن القوات الأمنية حاولت إعاقة وصول عشرات الآلاف من المعارضين للنظام إلى ساحات الاحتفال. كما شهدت صنعاء منذ فجر يوم الأحد خروج أنصار الحزب الحاكم والأحزاب الموالية له إلى معظم الشوارع الرئيسة وقطعها بحواجز ترابية وخيام صغيرة، حاضين الرئيس علي عبدالله صالح على عدم التوقيع على المبادرة الخليجية.