استمتع الجمهور البجاوي أول أمس بقاعة دار الثقافة ببجاية، في اليوم الثاني من فعاليات المهرجان الدولي للمسرح، في طبعته الثالثة، بفيلم تعبيري طويل، تداخلت فيه لغة الجسد بلغة الأضواء والموسيقى، وشكلت في مجملها قصة كوميدية ساخرة تحكي قصة صديقين، كان يعمل كل منهما قيس ونادر بالمسرح كنا صديقين ، المرفوعة إلى روح الشاعر السعودي الراحل محمد الثبيتي هي لوحة كوريغرافية غنائية ، شكلها فنانو جمعية الثقافة والفنون السعودية من إخراج فهد ردة الحارثي، وتطرقت تفاصيل العمل إلى الصراع القائم بين الفن، و سلطة الثراء والشهرة والنفوذ. و تدور الأحداث الفلكلورية حول قصة أو تجربة صديقين قيس ونادر اللذان يشتغلان في من أجل مشروعي مسرحي ، غير أن أحدهما تخلى عنه بسبب عروض سينمائية وتلفزيونية جذبته وجعلته يترك زميله الآخر في مشروعه وحده، مما دفعه هو أيضا للتوقف عنه لعدم وجود الدعم والتشجيع ليتملكه الإحباط والفشل، فيقرر الأخير بيع هذا المسرح بكل محتوياته ويكسر حلقة العلاقة مع نادر الذي يقرر متأخراً إعادة الروح لهذا المسرح ولعلاقته بصديقه ولكن دون جدوى ، أين طرحت المسرحية التي حققت الفرجة والتواصل وعلى مدار الساعة من الزمن الركحي و بذكاء مشاكل المسرح العربي و أيضاً علاقة المثقف بالمثقف وعلاقة المسرحي بالمسرحي في مجتمع تحكمه المادة والأكيد أن الجمهور البجاوي كانت له الفرصة لاكتشاف تجربة سعودية واعدة وثرية وعميقة الطرح . وجاء المشهد الختامي معبقا بالكوميديا من خلال تأدية الممثلين الذين حاولوا الفوز بمحتويات المسرح وشراء أغراضه والتأثير على قيس لعدة مشاهد مستوحاة من مسرحيات شكسبير بطريقة هزلية تحمل رسائل قوية، كما أضفى مشهد جلوس الصديقين إلى جانب بعضهما نكهة خاصة أن العرض لم يفصل في مصير المسرح وإمكانية تجدد الشراكة من عدمها . ويضم طاقم مسرحية كنا صديقين كل من الممثلين مساعد الزهراني وسامي الزهراني ومحمد العصيمي وصقر القرني وممدوح الغشمري وحسين سوادي وعبد العزيز الحارثي، فيما وقع الإضاءة جميل عسيري والموثرات الصوتية جمعان الذويبي .