اعتبر المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر والمختص في القضايا الأمنية والإستراتيجية امحند برقوق أن أكبر المتضررين من الأزمة الدائرة في مالي وليبيا هي الجزائر بحكم اشتراكها بحدود طويلة مع هذه البلدان المتوترة، بالإضافة إلى صعوبة التضاريس ومراقبة الحدود، وفي السياق ذاته حذر المختص في القضايا الأمنية من التداعيات الحاصلة في شمال مالي على دول المنطقة ككل . وقال المحلل في حوار أجراه معه موقع الإذاعة الإلكترونية أمس أن " الأحداث المتتالية في مالي منذ انطلاقة عمليات التمرد للحركة الوطنية لتحرير الأزواد في 17 جانفي الماضي، جعلت عملية بناء منطق حكم داخلي قائم على المواطنة أمرا أكثر تعقيدا لسببين اثنين، السبب الاول حدوث انقلاب عسكري يوم 22 مارس الماضي وهو الأول منذ 1991 وأرجع كل البناءات المؤسساتية شبه الديموقراطية إلى شيء من الماضي. بحيث ادخل النظام المتمرد (الانقلابي)، مؤسسات الحكم خارج الدستور وذلك على مقربة 5 أسابيع من الانتخابات الرئاسية وهذا ما جعل استقرار البلد ومؤسساته أمرا شبه معدوم وهو ما سهل تفشي كل اشكال عدم الاستقرار في الشمال" وفي السياق ذاته " أما السبب الثاني حسب المختص فيتمثل في " وجود مطالب انفصالية للأزواد وهو الامر الذي لم يحدث منذ استقلال مالي سنة 1960 والذي جاء على خلفية الأزمة الليبية، وعودة المقاتلين الأزواد لمالي محملين بالأسلحة وبتجربة قتالية، وعندما تجتمع حالات اللااستقرار السياسي وتفكك القيادة والادارة العسكرييتن تتفشي حركة عصيان وتمرد إثنية فإن الوحدة الوطنية هي الرهان الأساسي والتحدي الأساسي في هذا البلد" وفي رده على سؤال حول التداعيات في المنطقة رد برقوق " أن غياب السلطة المركزية يتزامن مع تفشي العديد من الظواهر العنيفة في هذا البلد ليس فقط في تمرد الأزواد ولكن ايضا في وجود ثلاث مجموعات إرهابية وهي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد وجماعة أنصار الدين، وأظن أننا حاليا في إطار تنوع القواعد الإرهابية في منطقة تعرف بأنها أكثر المناطق حراكا على مستوى الجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات في إفريقيا واظن أنها ستصبح ايضا سوقا مفتوحة للأسلحة القادمة من الجارة ليبيا" كما اعتبر ذات المتحثد ان استغلال الثروات يأتي في صميم اهتمام الدول الكبرى والأمر حسبه ليس متعلقا باليرانيوم الموجود في النيجر ، ولكن أيضا اكتشافات واعدة على مستوى الغاز والنفط وهذا ما يسيل لعاب الدول الكبرى" واضاف أن "القراءات الاستشرافية للمستقبل تقتضي أيضا نوعا من إعادة الانتشار الاستراتيجي للقوى الكبرى خاصة دول اوربية مثل فرنسا بالخصوص والولايات المتحدةالأمريكية" وهو ما يجب أن يجعل من افريقيا حسب برقوق أن "تلعب دورا فاعلا وليس على رد الفعل على مستوى الساحل من أجل خلق استقرار مستديم لمنع اساسا فشل مزيد من الدول" واشار ذات المحلل إلى الإنقسامات التي حصلت في السودان وما وقع في القرن الإفريقي بالنسبة للصومال وشدد على أنه لا يجب "أن نرى صوملة او افغنة لدولة جارة مثل مالي .