حذر، أمس، أستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية أمحند برقوق، من تداعيات الأوضاع المتوترة في شمال المالي بعد إعلان قيادة دولة الأزواد على الأمن في الجزائر، مؤكدا أنه في ظل غياب سلطة أمنية مركزية في المنطقة، من المحتمل تنامي ظاهرة العنف بين المدافعين عن الأزواد وبروز تيارات إرهابية أخرى . تخوف الأستاذ في العلوم السياسية والعلاقات الدولية امحند برقوق في تصريح ل »صوت الأحرار«، من تأزم الوضع في شمال المالي وتداعياتها على الأمن في المنطقة، مؤكدا أن الأوضاع بدأت بحركة تمردية في منطقة الأزواد خلقت وضعا جديدا معقدا وغير مسبوق في هذا البلد، كما أشار أنه لأول مرة نجد انقسام ميداني لهذا البلد بين الشمال الذي تتحكم فيه حركة متمردة وتنتشر فيه مجموعات إرهابية من جهة ومحاولة البحث عن حل سياسي انتقالي يحتاج إلى إجماع جديد وموافقة دولية من جهة أخرى. كما أضاف برقوق في هذا السياق أنه تقهقر الجيش المالي وانقسامه على خلفية تمرد ضباط الصف، أدى إلى غياب سلطة أمنية مركزية متواجدة على مستوى شمال هذا البلد، قائلا إن هذا الوضع يجعل مستقبل المالي مرهون ليس بالانتخابات وإنما بكيفية إنشاء إجماع وطني جديد يشمل مختلف مناطق البلد. وبالنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في شمال المالي، أكد مدير مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية أنه في ظل انفلات الوضع الأمني وتدهوره في المنطقة، من المحتمل تنامي ظاهرة العنف بين المدافعين عن الأزواد وبروز تيارات إرهابية أخرى في المنطقة بالنظر لما هو موجود من حركة الجهاد والتوحيد ومجموعة أنصار الإسلام، قائلا إن الوضع في المالي بوجود أرباب العنف في الصومال وتنامي ظاهرة الجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات ومجموعات إرهابية يشبه الوضع في أفغانستان. كما أضاف المحلل السياسي أن هذه الأوضاع ستؤدي إلى عدم استقرار المنطقة في المدى المتوسط مع احتمال – يضيف محدثنا- انتقال ظاهرة العنف الإرهابي إلى البلدان المجاورة خاصة الجزائر مما يهدد الوضع الأمني بها، وبخصوص الطرح الجزائر المتعلق برفضها المطلق للتدخل العسكري بشمال المالي، قال برقوق إن عدم التدخل في الشؤون المالية هو موقف مبدئي، مشيرا إلى أن التجارب الدولية تؤكد أنه كلما كان هناك تخل أجنبي كلما تعقدت الأوضاع أمنيا، حيث أوضح أن أي تدخل عسكري في شمال المالي سوف يخلق مشكلة أخرى.