أكد الأمين العام لحلف الناتو الجنرال أندرس فوغ راسموسن نشر المرحلة الأولى من الدرع الصاروخية، وأعرب عن أمله في التوصل إلى حل وسط مع روسيا رغم معارضتها الشديدة لنشر المنظومة. وقال راسموسن إن الحلف قرر نشر منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا لأن أعضاء الحلف يعتبرون أن خطر الهجمات الصاروخية واقعي، وشدد على ان هذا هو قرار الحلف ولا يمكن لروسيا أن تعطله. وقال "من الضروري امتلاك وسائل للدفاع ضد الصواريخ فنحن نواجه تهديدات فعلية". وأعلن رؤساء الدول والحكومات ال28 الاعضاء في الحلف رسميا اكتمال المرحلة الاولى من عملية نشر الصواريخ، وكشفوا عن مخططات لاستكمال ثلاث مراحل أخرى مقررة حتى العام 2020. وأوضح راسموسن أنها "خطوة أولى نحو هدفنا على المدى البعيد المتمثل في تامين حماية كاملة لكل سكان واراضي وقوات" الدول الاوروبية.
وأعرب الأمين العام للناتو راسموسن عن أمله في أن تواصل روسيا والناتو تحليل حجم المخاطر والتهديدات للأمن، والتوصل إلى توافق على أن التهديدات تعتبر حقيقية. وقال إن الدرع الصاروخية للناتو غير موجهة ضد روسيا، ولن تؤثر على قواتها الاستراتيجية، وأضاف أنه يجب ألا يكون لدى روسيا ما تخشاه من الناتو، لأنه لا يوجد ما يدعو للخوف من نظام الدفاع الصاروخي، مؤكدا أن الدرع دفاعي بحت وليس موجها ضد أي دولة. وجدد راسموسن في تصريحات عقب نهاية الأول من قمة الناتو في شيكاغو التأكيد على أن الناتو يعتزم مواصلة المحادثات مع موسكو بشأن الدرع الصاروخية، انطلاقاً من حرص كل من الطرفين على الأمن. ويؤكد حلف الناتو أن التهديد الاساسي لم يعد مصدره روسيا كما كان خلال الحرب الباردة، بل من دول في الشرق الاوسط، أو غيرها ممن لديها صواريخ قادرة على بلوغ اوروبا. ويعتبر الناتو أن هناك ثلاثين دولة ينطبق عليها هذا الوصف، ويشير بوضوح إلى إيران كخطر محتمل فهي طورت صواريخ بالستية يتراوح مداها بين الفين و2500 كلم أي قادرة على اصابة جنوب شرق اوروبا. يذكر أن الدرع التي يتم التحكم بها انطلاقا من قاعدة رامشتين العسكرية في المانيا، سوف تتألف من رادار قوي في منطقة الاناضول التركية ومن صواريخ "اس ام-3" نشرت على فرقاطات ايجيس منتشرة في البحر المتوسط بالاضافة الى صواريخ اعتراضية في بولندا وفي رومانيا. وكانت الولاياتالمتحدة في مقدمة الدول الداعية الى المشروع منذ البداية فقد طورت التكنولوجيا المستخدمة فيه وقامت بتمويل القسم الاكبر من هيكليته، ودعت حلفاءها من الاوروبيين الى تسديد حصتهم من اجل اقامة تجهيرات وبنى مشتركة للمراقبة. وغدا مشروع الدرع الصاروخية على مر السنوات موضوع الخلاف الرئيسي بين الحلف الاطلسي وروسيا مما خفف من حماسة التقارب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي سابقا. وتشدد روسيا ان المشروع يشكل تهديدا لامنها، وتطالب بالمشاركة فيه او على الاقل الحصول على ضمانات بانه لن يستهدف قدرتها على الردع، الا ان التحالف رفض ذلك لانه يريد الاحتفاظ بهامش مناورة استراتيجي.