أبدت فرنسا استعدادها للمساهمة في إقامة درع الدفاع المضاد للصواريخ التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا، مؤكدة أن الردع النووي لا غنى عنه لضمان أمن القارة طالما أن هناك دولا تواصل العمل على تطوير ترسانتها النووية، أو تسعى لامتلاك السلاح النووي. محمد / ك – وكالات وقالت الرئاسة الفرنسية -عقب لقاء بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن- إن الجانبين اتفقا على أنه "طالما وجدت أسلحة نووية، فإن الحلف الأطلسي سيظل تحالفا نوويا".وقبل ذلك بساعات، قال مصدر في مكتب ساركوزي إن فرنسا لا تعارض النظام الصاروخي الذي تناقشه قارة أوروبا، بل إن باريس "تؤيد النظام بصراحة، فهو مكمل للردع النووي وهو ما ليس له بديل"، وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته "نحن مستعدون لتقديم المساعدة المالية وكذلك التقنية". وتأتي هذه التصريحات تبديدا لما ورد سابقا من أن فرنسا تشكك في هذا المشروع الذي سيدور النقاش حوله في قمة يعقدها الحلف في لشبونة يومي 19 و20 نوفمبر. وقال المصدر في مكتب الرئيس الفرنسي إن فرنسا -التي شككت في وقت سابق في تفاصيل الخطة- هي الآن في جانب الخطط الأميركية لبناء درع الدفاع الصاروخي، على الرغم من أن الوقت ما زال مبكرا جدا لمناقشة أمور مثل من الذي سيتحكم في الدرع. وأضاف أن مشروع الرئيس الأميركي باراك أوباما "أكثر واقعية، فهو سيبدأ ببطء ويكلف أقل". وقال المصدر الرئاسي الفرنسي إن الدرع الصاروخي مصمم للدفاع عن دول الحلف ال28 من هجوم صاروخي إيراني، لا من هجوم يأتي من جانب روسيا. وأضاف "بالنسبة لنا هذا النظام المضاد للصواريخ يتصدى لإيران وتهديدات (مشابهة)، وهو لصالح روسيا بمقدار ما هو لصالح الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة".وقال الأمين العام لحلف الناتو في وقت سابق إن هناك اتفاقا واسعا بين الدول الأعضاء في الحلف بشأن الحاجة إلى نظام دفاع صاروخي. وعاد راسموسن إلى التأكيد على أن نظام الدفاع الصاروخي منطقي تماما، وذلك خلال كلمة له في معهد العلاقات الأجنبية بالعاصمة الفرنسية باريس. ويريد راسموسن من الدول الأعضاء في الحلف الموافقة على استثمار 200 مليون يورو (282 مليون دولار) لربط قدراتهم الدفاعية الصاروخية بأجهزة اعتراضية تخطط الولاياتالمتحدة لنشرها في أوروبا. وألمح وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران مؤخرا إلى أن المشروع سيلقى الموافقة عند عرضه في قمة لشبونة، لكنه مع ذلك قارنه بخط ماجينو للدفاعات الثابتة والتحصينات، الذي فشل في صد الغزو الألماني لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.يذكر أن هذه المواقف تأتي قبل القمة المقرر عقدها يومي الاثنين والثلاثاء القادمين بمدينة دوفيل الفرنسية بين الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، التي ستتناول عددا من القضايا المتعلقة بالأمن والدفاع في أوروبا.