شرعت المديرية العامة للحماية المدنية منذ أيام قليلة في عملية تكوين خاصة بالأطفال سمتها "أشبال الحماية". جاء الإعلان عن هذا خلال الندوة الصحفية التي أقامها بعض إطارات الحماية بالوحدة البحرية بميناء الجزائر يوم أمس. وحسب أحد المؤطرين، فإن هذه الفكرة - التي هي من اقتراح المدير العام- جاءت من أجل نشر الثقافة الوقائية في صفوف الأطفال باعتبارهم أعضاء بارزين داخل الأسرة، مضيفا أن هذه الشريحة غيبت تماما من سياسة التكوين داخل القطاع خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي استدعى ضرورة الاهتمام بها، من خلال تربصات من هذا النوع. وأضاف الملازم سفيان بختي المكلف بالإعلام على مستوى الوحدة الرئيسية خليفي، أن الهدف الأساسي من التربص، هو تعليم الطفل كيفية تجنب الحوادث وطرق معالجتها في حالة وقوعها، عوض تحذيرهم من وقوعها فقط. ويعتبر هذا التكوين الأول من نوعه على مستوى الوطن بحيث يشمل 160 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 8 سنوات و 14 سنة جاؤوا من 17 ولاية كما أنه لا يخص أبناء موظفي الحماية بل هو مفتوح لصالح كل الأطفال خارج القطاع. ويدوم هذا البرنامج لمدة شهرين بوتيرة يومين في الأسبوع، كما يشمل دروسا نظرية وتطبيقية في مجال الإسعافات الأولية وفنون الغطس وكيفية التعامل مع المحيط البحري والمحافظة عليه. وحسب الملازم إسماعيل، أحد المؤطرين، فإن البرنامج المطبق من إعداد فريق مختص يضم أطباء وغواصين محترفين ومكونين ذوي تجربة في ميدان التأهيل عالميا، الأمر الذي جعله يتناسب مع السن والمستوى التعليمي لهؤلاء الأشبال. أما عن طبيعة الدروس، أضاف الملازم إسماعيل أن برنامج التكوين يستعمل كل الوسائل البيداغوجية العصرية بما فيها السمعي البصري والتركيز على الصورة بصفة خاصة من أجل مساعدة الأشبال على استيعاب دروسهم النظرية دون ضغط. وحضرت "المستقبل" أمس بعد الندوة الصحفية جزءا من برنامج التكوين، وقد كانت أول حصة تطبيقية في تعليم الغوص بالوحدة البحرية، حيث ذكر الملازم اسماعيل أن الأطفال الذين لا يعرفون السباحة سوف يستفيدون من دروس تطبيقية تمكنهم من الاستعداد للغوص في المستقبل القريب. وفي نهاية التكوين، سيتم تقييم كل الأشبال، كما ستعمم هذه العملية في حالة نجاحها عبر الولايات الساحلية و حتى الداخلية باعتبارها تحتوي على سدود وأحواض مائية، يضيف المتحدث. للتذكير، فإن الوحدة البحرية للحماية المدنية قد كونت سبعين غواصا محترفا منذ سنة 2004.