تعرف مدينة البليدة انتشارا واسعا للمتشردين في مختلف الشوارع يقضون ليلهم ونهارهم على الأرصفة يفترشون "الكرتون" وبعض الأفرشة القديمة، والملفت للانتباه أن عددا كبيرا من هؤلاء المتشردين نساء. وحسب ممثل عن الهلال الأحمر الجزائري فإنه قد تم إحصاء 18 امرأة متشردة يبتن في العراء أغلبهن يمتركزن على الرصيف المحاذي لمسجد البدر بباب السبت وأخريات يبتن بالقرب من مقر الأمن الحضري الثالث بوسط المدينة، بحيث أن المار في ساعة متأخرة من الليل بوسط المدينة على مستوى شارع باب السبت يشد انتباهه عشرات النساء مع الأطفال يفترشن الأرض على طول الرصيف المحاذي للمسجد، أما في النهار فينتشرن على مختلف الشوارع والأحياء للتسول، مثل هذه المظاهر شوهت صورة المدينة، وتؤكد في هذا الاطار مصادر من مديرية النشاط الاجتماعي أن أغلب هؤلاء المتشردين يقيمون خارج الولاية وينتقلون إلى البليدة بهدف التسول، ويشير في هذا السياق ممثل الهلال الأحمر الجزائري إلى بعض التحريات التي أجريت على هؤلاء المتشردين، وذكر منها على سبيل المثال إحدى النساء المتسولات التي قدمت من ولاية غليزان تصطحب معها أطفالا صغارا وتقضي أياما بالبليدة في التسول ثم تعود إلى غليزان وبعد ايام أخرى تعود إلى البليدة لنفس الغرض، أما الأطفال الصغار فتقوم بتأجيرهم لمتسولات أخريات بأسعار تصل إلى 300 دج يوميا. كما تجدر الاشارة إلى أن مديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع مصالح الأمن والحماية المدنية والبلدية كانت قد قامت مع مطلع السنة الجارية بجمع المتشردين وتحويلهم إلى مركز إيواء أسس حديثا بحي 13 ماي لإيواء المتشردين، في حين حول المرضى منهم إلى المستشفيات وكبار السن إلى ديار العجزة، إلا أن هذه العملية لم يكتب لها النجاح وعاد المتشردون إلى المدينة، وحسب ممثل الهلال الأحمر الجزائري فإن هذه العملية تقتضي المتابعة الدائمة لنجاحها.