في الوقت الذي تدعّمت فيه العديد من محطات الحافلات المنتشرة عبر مختلف أحياء العاصمة، بمواقف جديدة وعصرية أضفت عليها مسحة جمالية، لازالت بعض محطات النقل الحضري تفتقد إلى مثل هذه المواقف العصرية، التي عوّضت المواقف القديمة. ومن المحطات التي لازالت مواقفها لم تعرف تجديدا بعد، محطة ساحة الشهداء التي تُعرف بحركتها الكثيرة، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول المقاييس التي اعتُمدت خلال عملية تجديد المواقف عبر العديد من أحياء العاصمة، تواجدنا بالمحطة المذكورة سمح لنا بالوقوف على جملة من النقائص، في مقدمتها المواقف التي أصبحت في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التجديد، لأنّها صارت لا تفي بالغرض المرجوّ منها، خاصة وأن بعضها أضحى في وضع كارثي، إذ ليس بإمكان المواطنين مثلا الاحتماء من خلالها من قطرات المطر الباردة، أو حتى من لفحات الشمس الحارقة، كما لاحظنا أيضا أن أرضية المحطة أضحت غير صالحة عبر الكثير من النقاط، علاوة عن تجمع كمية هائلية من الزيوت بالأرضية، وبدوره لازال مشكل النظافة الذي تعاني منه العديد من محطات النقل الحضري، يطرح نفسه بقوة أيضا بمحطة ساحة الشهداء. واشتكى الناقلون والمسافرون على حد سواء من الوضعية السيئة التي توجد عليها المحطة، خاصة ما تعلق منها بالمواقف التي أضحت بحاجة إلى التجديد كما ركز الناقلون أيضا على الحديث عن الظروف التي يعملون في ظلها والمتسمة بالكثير من الفوضى، حيث غاب النظام عن المحطة بشكل كبير، الأمر الذي عادة ما يؤثر سلبا على المواطنين، الذين يجدون أنفسهم وسط دوامة من المتاعب تضاف إلى جملة المتاعب التي يكابدونها يوميا.... أما الذين طالبوا بإعادة تهيئة المحطة في أقرب الآجال الممكنة، فلم يفوّتوا الفرصة لإعادة طرح مشكل الأمن، الذي لازال يؤرق الكثير منهم، حيث أن المكان لا يزال قبلة العديد من اللصوص، الذين يعتدون على المواطنين في وضح النهار، وهذا على الرغم من التواجد المكثف لرجال الشرطة، على حد ما ورد في تصريحاتهم.