على الرغم من أنه تخرج من الجامعة كمهندس دولة، إلا أن ولعه بالموسيقى والفن الشعبي ومختلف الطبوع جعلته يتفرغ ويحترف هذه المهنة، ويغني في العديد من الأعراس والحفلات داخل وخارج الوطن، وتمكن في مدة 13 سنة أن يضع بصمته الخاصة في المشهد الفني الجزائري، سمير تومي يحضّر هذه الأيام لعمل فني ضخم، يتمثل في إحيائه لأجمل قصائد الشعبي التي كتبها شعراء معروفون ويهدف بذلك إلى المحافظة على هذا الطابع الغنائي الجزائري حتى لا يتعرض مستقبلا للاندثار. "المستقبل" التقت به وكان لها معه هذا الحوار: هل لك أن تعطي لنا نبذة صغيرة عن حياتك الفنية؟ أولا سمير تومي هو فنان عاصمي، يغني في الأعراس وفي الحفلات، كانت بدايتي الفنية في المدرسة الموصلية أين التحقت عام 0891 / 1891 في جمعية أندلسية مع مجموعة من الفنانين، كان تسجيلي لأول ألبوم أثناء تخرجي من هذه المدرسة سنة 1995م رفقة فرقة موسيقية، وأثناء تواجدي بهذه المدرسة كنت أتدرب على يد مجموعة من المغنين حتى أحسّن مستواي الغنائي، إضافة إلى كوني متخرج من الجامعة برتبة مهندس دولة. ما هي الأنواع الموسيقية التي يؤدّيها سمير تومي؟ كوني أغني في الحفلات والأعراس فأنا أؤدّي جميع الطبوع، الشاوي، السطايفي، القبائلي، العاصمي، لأنّ الجمهور هو الذي يختار الأغنية التي سأطربه بها في حفل أو في عرس، فلذلك يجب أن أكون قد حضّرت مسبقا لجميع الأنواع الموسيقية. حدّثنا قليلا عن الحفلات التي قمت بها داخل وخارج الوطن؟ أنا لا أعرف الراحة تقريبا، فدائما أتلقى اتصالات من أجل إحياء الأعراس، وألقى صدى كبير لدى جمهوري كما أحسّ أنهم دائما متعطشون لسماع ما أغنّيه وخاصة أني معروف بإعادة أغاني مجموعة من الفنانين الكبار كالحاج درياسة، سمير الجزائري. أما فيما يخص الحفلات التي قمت بها خارج الوطن، فقد قمت بجولة فنية إلى السعودية، الإمارات، فرنسا، تونس، وأحسست هناك أن هذا الجمهور العريض متعطش لسماع جميع هذه الأنواع الموسيقية خاصة الأغنية الجزائرية بجميع طبوعها، كما تكثر الحفلات في فصل الصيف حيث لا أميّز الليل عن النهار. هل هناك تحضير لتسجيل ألبوم جديد؟ لقد وضعت اللّمسات الأخيرة لتسجيل ألبوم جديد وأنا أتعاون مع المؤلّف عبد الرحمان جودي والموسيقار إلياس، حيث تضمّن هذا العمل 8 أغاني إلى جانب أنّني أعدّ مجموعة من الأقراص المضغوطة تظم 10 سديهات كاملة تحوي أجمل القصائد الشعبية التي في مقدمتها قصيدة "يا مسلمين فلي" والهدف من وراء هذه الخطوة هو إحياء التراث. فأنا بصدد التحضير لهذا الألبوم في شهر أفريل المقبل، ويعدّ الألبوم الخامس عشر وأوضح أن الألبوم قد حضر منذ 3 أشهر على أن يبدأ التسجيل بمجرد إنهاء التحضيرات ومن المرتقب نزوله إلى سوق الأشرطة بداية شهر جوان المقبل وعن فحوى الألبوم فسيظم ستة أغاني عاصمية كتبها ولحّنها لي عبد الرحمان جودي. ومن الأغاني التي اشتهرت بها في أوساط العائلات الجزائرية قصة "ابراهيم الخليل" وسيدي راشد، صلوا على رسول الله (ص) ومامي شوفي لحالتي، أنا المدلل، كما قمت مؤخرا بإعادة بعض أغاني رابح درياسة. يروَّج في الوسط الفني أن الفنان سمير تومي يستعد لوضع اللمسات الأخيرة على قصائد الشعر الشعبي وضح لنا ذلك؟ صحيح فأنا حاليا أضع اللّمسات الأخيرة في عملي الجديد والذي من المرتقب إصداره في علبة الأقراص المضغوطة تحمل توقيع رواد الشعر الشعبي في الجزائر وأهدف من خلال عملي هذا إلى المحافظة على التراث وحمايته من الاندثار، وأوضّح أن علبة الأقراص المضغوطة ستظم قصائد لشعراء تعد أسماؤهم مرجعا في الشعر الشعبي وعلى رأسهم سيدي لخضر بن خلوف صاحب المائة عام في مدح الرسول (ص) إضافة إلى الشاعر بن سهلة وأتواجد حاليا بالأستوديو لإكمال تسجيل ألبوم ثاني يرتقب نزوله إلى سوق الأشرطة بعد شهر رمضان المقبل، حيث قام بكتابة الكلمات عبد الرحمان جودي وتلحينها، وسأشارك في مهرجان جميلة الدولي وكذلك في إحياء سهرات الكازيف. بعيدا عن الميدان الفني كيف هي حياة الفنّان سمير تومي؟ ككلّ جزائري أحب الانفراد والابتعاد عن ميدان الفن حتى أرفّه عن نفسي، ولكن أنا أقضي معظم وقتي في التسجيل والتحضير لهذا الألبوم الجديد الذي أخذ كل وقتي. كلمة أخيرة أتمنى لطاقم صحيفة المستقبل المزيد من النجاحات وأحيّي خصوصا مدير الجريدة الأستاذ نبيه بوجمعة وأني فخور جدا بإجراء حواري هذا معكم حتى يبقى جمهوري على اطّلاع بآخر الأخبار الفنية لسمير تومي.