شهدت أسعار النفط ارتفاعا ب 5 دولارات في الساعات الماضية وتجاوزت سقف ال 40 دولارا للبرميل أمس الإثنين، مدفوعة بتصاعد التوتر في الشرق الأوسط. وارتفعت عقود النفط الخام الخفيف، تسليم فيفري، بواقع 1.97 دولارا، أي بما نسبته 5.2 في المائة، لتستقر عند 39.68 دولارا للبرميل، بعد أن لامست سعر 39.82 دولارا، في التعاملات الإلكترونية ببورصة نيويورك صباح امس الاثنين. يأتي هذا الارتفاع في أسعار النفط بتأثير العمليات العسكرية العدوانية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ومخاوف من تهديد مصادر النفط في الشرق الأوسط. كانت أسعار النفط قد قفزت الجمعة بنحو سبعة في المائة، متخطية 37 دولارا للبرميل، بعد أن حذت دولة الإمارات العربية حذو السعودية في زيادة التخفيضات في إمدادات الخام تنفيذا لأكبر خفض إنتاجي على الإطلاق لأوبك، الذي قررته المنظمة قبل نحو أسبوعين. وعاودت أسعار النفط الارتفاع الجمعة إثر كشف الإمارات، العضو في منظمة أوبك، عن تفاصيل خطة لتقليص صادراتها النفطية، تطبيقاً لقرار أوبك بتقليص سقف الإنتاج ب 2.2 مليون برميل يومياً في شهر جانفي الداخل. ومن جهة اخرى عبّر مصدر مسؤول في الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) عن مخاوف من استمرار التراجع الحاد بأسعار سلة خامات الدول الأعضاء (11 دولة بعد انسحاب إندونيسيا، واستمرار العراق خارج نطاق الحصص الإنتاجية)، حتى بعد بدء العمل باتفاق وهران القاضي بتخفيض الإنتاج بما مجموعة 2.2 مليون برميل. وأوضح المصدر في تصريحات إعلامية أن وزراء النفط والطاقة في المنظمة سيعقدون اجتماعاً تشاورياً على هامش مشاركتهم في مؤتمر القمة الاقتصادي الذي تستضيفه دولة الكويت خلال الفترة ما بين 10 و29 جانفي، حيث يستعرضون خلاله آخر تطورات السوق النفطية العالمية، والمواءمة بين العرض والطلب وأسعار النفط في النصف الأول من الشهر المقبل. ولكن المصدر استبعد تبني أي تخفيض جديد في الإنتاج، لأنهم "يفضلون التريث في اتخاذ مثل هذا القرار، وتركه إلى المؤتمر الوزاري العادي" الذي سيعقد في فيينا بتاريخ 15 مارس المقبل، حيث تكون الرؤية قد اكتملت بشكل أفضل وأوضح، وعندها يتم اتخاذ التدابير اللازمة والمناسبة، على حد تعبيره. وكان محللون وخبراء نمساويون في الشؤون النفطية توقعوا أن تشهد أسعار النفط خلال الأيام الأخيرة من العام الحالي ارتفاعاً طفيفاً متأثرةً بآخر تطورات "العوامل الجيو-سياسية" في منطقة الشرق الأوسط الأخيرة، وفي طليعتها العدوان العسكري الغاشم الذي ما تزال تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد قطاع غزّة لليوم الثالث على التوالي. ولكن المراقبين هنا لا يستبعدون أن تنخفض أسعار سلة خامات الأوبك اعتبارا إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من ستة أشهر، بحيث قد تصل إلى ما دون سقف ال 30 دولارا، مقارنةً ب 33.36 دولارا للبرميل الواحد، وهو آخر سعر سجلته الأوبك قبل بدء إجازة الأعياد يوم الأربعاء الماضي، حسب البيان الذي وزعته المنظمة أمس. وأشاروا إلى أن أسعار النفط في الولاياتالمتحدة انخفضت في اليوم التالي إلى 35.13 دولارا للبرميل الواحد، متأثرا بسلسلة من العوامل والتطورات الاقتصادية السيئة، من بينها تزايد مخزون البنزين، ومؤشرات تؤكد استمرار تراجع الطلب العالمي على النفط والغاز الطبيعي.