نفى أمس عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، ما تداولته بعض الأوساط الإعلامية الأجنبية بخصوص تقدم الجزائر بطلب استقبال قمة عربية طارئة لبحث ملف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكد "إن الجزائر لن تستقبل قمة عربية لن تكون في مستوى أماني الشعوب"، وانتقد بلخادم خلال استضافته في حصة "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الوطنية الثالثة ما وصفه باللا مبالاة والانقسام العربي وتجاهل الحكومات لما تشعر به الشعوب العربية الثائرة ضد ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى وجود أيدٍ صهيونية وراء وقفة المتفرج التي تطغى على الموقف العربي، حيث قال "إن إسرائيل لا تستغل لا مبالاة وانقسام العرب بل تشجعه"، وحذر بلخادم من تبعات هذا الموقف العربي المتخاذل بالقول "الكرسي والمال ليسا دائمين، لكن مواقف العار ستتبع الدول العربية إلى الأبد". ودعا بلخادم قادة الدول العربية إلى التناغم مع مواقف شعوبها بخصوص الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة. وقال بلخادم "إن موقف الدول العربية يجب أن يترجم موقف شعوبها". ووجه بلخادم، الذي كان من بين أبرز المؤسسين السابقين للجنة الجزائرية لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، انتقادا شديدا للموقف الرسمي العربي، وقال "إن الأمر درامي، نرى أكثرهم (الحكومات العربية) يتجاهلون ما تشعر به شعوبهم". كما انتقد توجيه العرب جهودهم نحو مجلس الأمن الدولي "أمام هذه التراجيديا الحقيقية". وقال إن ذلك يحدث في وقت أصبحت فيه "مجزرة غزة مسرحا لتحضير الانتخابات الإسرائيلية"، مؤكدا أن بلاده "لن تتأخر في المشاركة في أي مبادرة من أجل غزة". وقال "إن الحرب قد تطيح بالجيوش لكنها لن تطيح بالشعوب". وبخصوص موقف الجزائر الرسمي من عقد قمة عربية طارئة لبحث الوضع في غزة، أعلن وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية رفض الجزائر لعقد قمة عربية طارئة تكتفي بالخروج ببيان استنكار ضد ما وصفه بحرب إبادة وهولوكوست يمارسه الاحتلال إسرائيل في غزة، مؤكدا دعم الجزائر لعقد قمة عربية تنبثق عنها قرارات عملية بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف النفط عنها كسلاح للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وشرح ممثل رئيس الجمهورية أسباب رفض الجزائر لعقدها، حيث قال "إذا كانت القمة لإصدار قرارات عملية بقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف النفط عنها كسلاح للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية فنحن معها حتى نضغط ونقول للدول الكبرى أن تتوقف عن دعم الكيان الصهيوني، لكن إذا كانت القمة للخروج ببيان استنكار فالجزائر ضد انعقادها"، وضمن هذا السياق وصف بلخادم اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد الأسبوع الماضي وما انبثق عنه من قرارات بغير المجدي، مشيرا إلى أن ما كان منتظرا منه هو قرار بقطع العلاقات مع إسرائيل التي قال إنها تمارس أعمالا إرهابية بدعم من القوى الكبرى، وتستغل العدوان لتلميع صورتها. وأعلن بلخادم عن موقف الجزائر الرسمي غير المؤيد لمبادرة ذهاب وفد عن الدول العربية إلى مجلس الأمن للمطالبة بقرار أممي لوقف العدوان عن غزة، موضحا أن "الاحتلال الصهيوني يمارس جرائم إبادة منذ تسعة أيام بدون أن يتحرك مجلس الأمن"، ودعا وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية إلى مراجعة نظام صياغة القرارات في الأمم المتحدة. ودافع أمين عام الأفلان وأحد المؤسسين السابقين للجنة الجزائرية لمناهضة التطبيع مع إسرائيل، عن المقاومة الفلسطينية مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سينتصر ما دام هناك مقاومة وعلى الرغم من عدم التوازن بين الجانبين بدليل -كما قال بلخادم- أن إسرائيل تحضى بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي تعليقه على رد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أمس عقب الاجتياح البري والجوي والبحري الذي شرعت فيه إسرائيل، قال بلخادم "لم نتفاجأ برد المقاومة لأن ذلك نابع من قناعتنا أن الشعب الذي يرد على العدوان هو الذي سينتصر في النهاية"، وبخصوص أبعاد ودلالات استقباله أمس الأول للناطق الرسمي باسم حركة حماس الفلسطينية سامي أبو زهري بصفته أمين عام حز جبهة التحرير الوطني، قال بلخادم "التقينا أبو زهري لأنه ممثل شرعي لحكومة شرعية ويمثل المقاومة ضد حرب إبادة".