أكد الرفيق أبو سليم، مسؤول في الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية الشعبية الفلسطينية، أن المقاومة الموحدة لكل الفصائل الفلسطينية كبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ودفعته لأن يحصر اجتياحه في محور واحد بعد أن خطط إلى دخول قطاع غزة من ثلاثة محاور، وشدد في اتصال أجرته "المستقبل" معه على أن المقارمة مستعدة لتوجيه ضربة ستكون قاصمة لظهر إسرائيل إن هي أرادت توسيع احتياجها داخل أراضي القطاع. * كيف تقيمون الوضع الآن في قطاع غزة بعد محاولة الاحتياج البري الذي شرعت فيها إسرائيل؟ - العمليات العسكرية التي شرعت فيها قوات الاحتلال لم تخرج عن محيط ومحور شرق حي الزيتون، المقاومة الموحدة والباسلة التي جوبه بها العدو دفعته ليتراجع عن الاجتياح البري الذي خطط له من ثلاثة محاور، محور الجنوب المحاذي لرفح ومحور الوسط ومحور الشمال، المقاومة تصدت وأسقطت هذا المخطط البربري، الملحمة التي صنعتها فصائل المقاومة كبدت العدو خسائر كثيرة، قتلى وعشرات الجرحى وتدمير كلي للعتاد الحربي، دفع بالعدو إلى الانسحاب من المنطقة الشرقية والجنوبية، هذه المقاومة التي فيها توحد الدم الفلسطيني زرعت الإحباط في نفوس الجنود الإسرائيليين، في حي الزيتون الطائرات العربية الإسرائيلية التي تستهدف كل شيء يتحرك لم تحقق الهدف الذي كان يرمي العدو إلى تحقيقه. * وماذا عن الخسائر في صفوف المقاومة الفلسطينية؟ - مقارنة بما يمتلكه العدو من امكانيات وتجهيزات ومقارنة بالخسائر التي ألحقت به منذ الساعات الأولى فإنه وحسب مصادر من المقاومة، هذه الأخيرة لم يصبها من خسائر ما أصاب العدو الذي لجأ إلى التعتيم الإعلامي عن حجم الخسائر قصد الرفع من معنويات جنوده. ذلك أن المقاومة لديها استراتيجية داخلية تمكنها من إلحاق الخسائر مع المحافظة على العنصر البشري، بالإضافة إلى أن المناطق التي تجرى فيها العمليات العسكرية هي مناطق خالية من السكان وهي مناطق مغلقة، إسرائيل خسرت في هذه العمليات وغرقت في ضربات المقاومة. * إسرائيل تحدثت عن توسيع عملياتها داخل القطاع.. كيف ستواجهون هذا التوغل؟ - إذا فكر العدو في الاجتياح البري الموسع، فإن المقاومة تؤكد للعدو أنها ستكون مستعدة للمواجهة، هناك عشرات من الاستشهاديين والاستشهاديات على أهبة الاستعداد لتوجيه ضربة لجيش العدو، وإذا فكر في توسيع العدوان فإن المقاومة ستواجهه. * إذن مقاومة العدو وحدت الصف الفلسطيني؟ - الوحدة تجسدت في ارض الميدان، لا يوجد أي انقسام، من خلال عمليات القصف تأكد مدى الوحدة الموجودة في الصف وفي الخطاب السياسي والعسكري، هناك وحدة للدم الفلسطيني في مواجهة العدو، هناك وحدة في العقيدة ووحدة في الدم، المعنويات عالية، الجميع الآن في خندق المقاومة، الآن تتجسد أكثر الوحدة بين الضفة وغزة، العدو يستهدف الجميع، والانقسام الفلسطيني -الفلسطيني استغله العدو الذي كان يروج لأن يستهدف البنية التحتية لكتائب القسام، لكن الاعتداءات طالت الأطفال وكل الشعب الفلسطيني الأعزل، كل فصائل المقاومة: كتائب القسام، سرايا القدس، كتائب الأقصى وغيرها موجودة على خط المواجهة. * وماذا عن التنسيق مع قوى المقاومة في الخارج بما فيها حزب الله في لبنان؟ - نشكر جميع الدول العربية بما فيها حزب الله على مساندتها ونطالب بالوقوف المسؤول على اعتبار أن العدو واحد، اسرائيل تريد كسر كل حركات المقاومة، وعلى الدول العربية أن تقف موقفا أكبر. المعركة تحتاج لأن نكون صفا واحدا، وأطالب مصر والرئيس المصري والقيادة المصرية لفتح معبر رفح، المجازر التي طالت الشعب الفلسطيني في غزة تدعو إلى ضرورة الإسراع في فتح هذا المعبر. * وهل بقي معبر رفح مغلقا في وجه المساعدات الإنسانية العربية باتجاه غزة؟ - الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني جعل الوضع أكثر تأزما في القطاع، الشعب بحاجة إلى المواد الأساسية، والمساعدات التي تصل غزة لا تغطي إلا جزءا بسيطا من النقص الموجود هناك، ومنذ البداية اسرائيل تحدثت عن فتح معابر أخرى لكنها لم تلتزم بفتح أي معبر، لكن بالرغم من الحصار وبالرغم من المجازر لا يمكن أن يكون هناك أي استسلام، لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يرفع الراية البيضاء وسيبقى صامدا.