أعلن رئيس حركة الإصلاح الوطني، محمد بولحية، إستقالته رسميا من الحركة، لأسباب قال إنها تتعلق بقيادات في الداخل تقود الحزب إلى تعفن داخلي، وقال بولحية في بيان خاص به ويحمل توقيعه "لقد رأيت أن أستقيل من الحركة لنفس الأسباب التي ثرت من أجلها سابقا مع أسباب أخرى في عهد التقويمية أفاضت الكأس وزادت الوضع تعفنا". وقال محمد بولحية، وهو أبرز معارضي عبد الله جاب الله، أنه "لا أريد أن أذكر الأسباب أو أفصل فيها إلا إذا إستدعى الأمر ذلك". وجاء في إعلان إستقالته أنه " مع مرور الأيام تبين أن الأهداف التي قامت من أجلها الحركة التقويمية مجرد شعارات ليس إلا، وأن البعض من أعضائها في القيادة لا يعدو أن يكون هدفهم الإحلال محل الرئيس السابق وبعض أنصاره لغاية في أنفسهم"، وتابع "أي ما زدنا على، جئنا بشخص لا لحية ولا شاشية، واللحية حلية الرجل ورمز فحولته والصلاة بدون غطاء للرأس مكروهة في رأي بعض الفقهاء". ويقصد بولحية في بيانه الأمين العام للحركة جهيد يونسي الذي ترشح للرئاسيات وهو لب الخلاف حسب مصادر حزبية. ويقول بولحية "الإخوة في الصف يعرفون من أعني، ولا مستقبل بوجودهم على رأس قيادتها ومع هذا أقول لهم ما قاله سبحانه وتعالى( إن يعلم الله من قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا). ويروي في بيانه قصته مع التقويمية فيقول "لقد عزمت على الإستقالة منذ سنة 2003 والإنسحاب من المجال السياسي وأخبرت بذلك رئيس الحركة السابق، وقلت له : إن الحد الفاصل بيني وبين الإستقالة هو المؤتمر الأول للحركة أي سنة 2004 لما في نفسي من ابتعاد عن الأهداف التي أقيمت من أجلها الحركة ، لكن شاءت إرادة الله ألا يعقد المؤتمر في وقته وتشكلت الحركة التقويمية لبناء حركة ترتكز على أسس متينة ينطبق فيها القول على الفعل والسلوك بعيدة عن المغالطات والمصالح الشخصية الضيقة". ويروي بولحية يقول "وعقد مؤتمر الحراش بحلة جديدة للقانون الأساسي والنظام الداخلي، ورأيت أن مهمتي انتهت بعقد مؤتمر 2007 ورجوت الإخوة الإذن لي باعتزال السياسة إلا أنهم أبوا وقالوا إن بقاءك ضروري فقبلت منصب رئيس الحركة على مضض". ويرى المتابعون للشأن السياسي في الجزائر أن خطوة بولحية ليست بمفصل عن التطورات السياسية الحاصلة قبيل الرئاسيات، والحديث عن عودة جاب الله إلى صفوف النهضة بعد سلسلة الانتكاسات الانتخابية التي تعرض لها الحزب منذ عام 2002 وحتى محطة تشريعيات 2007، وأفادت مصادر أن بولحية كان يفضل التقارب مع النهضة وكان يرفض دخول يونسي للرئاسيات كمرشح عن الإصلاح. وغاب محمد بولحية، رئيس حركة الإصلاح الوطني، عن التجمع الذي عقده يونسي يوم إعلان ترشحه، وعرض فيه أبرز النقاط التي تضمنها برنامجه الإنتخابي، حيث تعهد يونسي ب"تكريس جهده وإمكاناته لتعزيز المقومات الوطنية وحمايتها من أي مساس قد يطالها، والعمل على أن يؤخذ الإسلام مكانته الحقيقية في الحياة العامة، وتدعيم اللغة العربية والإعلاء من شأنها لتصبح اللغة الوطنية الرسمية بلا منازع". وأضاف قائلا "سأعمل على عدم التفريط في الوحدة الوطنية، ودعم السيادة، والعمل على جعل الجزائر دولة مهابة الجانب".