محمد بولحية ينسحب في صمت أعلن رئيس حركة الإصلاح الوطني محمد بولحية في بيان وقعه أمس، انسحابه نهائيا من الإصلاح ومن الحياة السياسية، احتجاجا على ما أسماه بالانحرافات التي شهدتها الحركة التقويمية، رفض صاحب البيان ذكرها، إلا إذا استدعى الأمر ذلك، نافيا جملة وتفصيلا نيته في اللحاق بمبادرة لم شمل التي يرعاها كل من جاب الله وفاتح ربيعي. * وقال بولحية في تصريح "للشروق اليومي" بأن من أهم الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار الاستقالة، هو المغالطة التي راح ضحيتها كل من المكتب الوطني للإصلاح وكذا مجلس الشورى، حينما لم يأخذ الأمين العام جهيد يونسي بمقترحات مجلس الشورى فيما يخص الترشح للانتخابات الرئاسية، والتي تم تلخيصها في ثلاث نقاط رئيسية، وهي التقدم بمرشح إجماع يمثل التيار الإسلامي أو ترشيح شخصية من النهضة والإصلاح وأخيرا التقدم بمرشح الحركة، وهو ما لم يعمل به جهيد يونسي، "الذي اتخذ قرارا فرديا بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية". * وأوضح صاحب البيان بأن من أسباب تنحيته من الحياة السياسية تماما، هو انحراف الحركة التقويمية عن الأهداف التي نشأت من أجلها، والتي بقيت مجرد شعارات فقط، "وأن بعض أعضاء القيادة هدفهم الأساسي هو الإحلال محل الرئيس السابق وبعض أنصاره"، وأن ما تم تغييره "هو مجرد وضع شخص لا لحية له ولا شاشية". * وذكر بولحية في بيان استقالته بأنه فكر في اتخاذ هذا القرار قبل انعقاد المؤتمر الأول للإصلاح في العام 2003، لكن نشوء الحركة التقويمية وسعيه لبناء حركة "ينطبق فيها القول مع الفعل بعيدة عن المصالح الشخصية"، دفعه إلى تأجيل قراره، الذي جدده سنة 2007 بعد انعقاد مؤتمر الحراش للحركة التقويمية، عقب شعوره بانتهاء مهمته. * وتزامنت هذه الاستقالة مع تنصيب مديرية الحملة للأمين العام للحركة جهيد يونسي برئاسة المكلف بالتنظيم جمال بن عبد السلام، وذلك أول أمس، خلال اجتماع اللجنة الوطنية للانتخابات الرئاسية بالعاصمة، وقد تفرع عن مديرية الحملة ست لجان، وهي لجنة البرنامج الانتخابي والخطاب، لجنة الدعاية والتوثيق والإعلام، ولجنة الإدارة والتسيير ولجنة الشبيبة ولجنة المرأة ولجنة البرمجة والتعبئة، إلى جانب مكلفين بالمالية وبالجالية الجزائرية في الخارج. * ومن المزمع أن يعلن يونسي عن برنامجه الانتخابي نهاية الأسبوع القادم، وهو يستعين في إعداده بخبراء في الاقتصاد وعلم الاجتماع، كما انه يريد الاستعانة بأبناء التيار الوطني والعائلة الثورية في الترويج لهذا البرنامج، حسب تأكيد جمال بن عبد السلام. *