بدأ المترشحون الستة لرئاسيات 2009 أول أمس حملتهم الإنتخابية بتنظيم أولى تجمعاتهم التي ستستمر على مدى 19 يوما. وصادفت بداية الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة يوم عيد النصر الذي يحييه الشعب الجزائري يوم 19 مارس من كل سنة. والمترشحون الستة هم عبد العزيز بوتفليقة (مستقل) وموسى تواتي (الجبهة الوطنية الجزائرية) ولويزة حنون (حزب العمال) وعلي فوزي رباعين (عهد 54) ومحمد السعيد (مستقل) وجهيد يونسي (حركة الإصلاح الوطني). المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، دشن حملته الإنتخابية التي سيخوضها تحت شعار "من أجل جزائر قوية وآمنة"، من باتنة عاصمة الأوراس. واختار مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي حملته الانتخابية من أقصى الحدود الشرقية وبالتحديد من مدينة تبسة لشرح مختلف محاور برنامجه الانتخابي الذي اختارله كشعار "من أجل التغيير والسيادة للشعب". وبدورها، اختارت مرشحة حزب العمال لويزة حنون أن تبدأ حملتها التي وضعتها تحت شعار "لان السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية الكلمة للشعب" من سطيف عاصمة الهضاب العليا فيما اختار المترشح المستقل محمد السعيد الجزائر العاصمة كمنطلق لحملته الإنتخابية التي وضعها تحت شعار "التغيير الان وليس غدا". أما مترشح حركة الاصلاح الوطني جهيد يونسي فقد بدأ حملته الانتخابية التي وضعها تحت شعار "فرصتكم للتغيير" من حي القصبة العتيق ذي الرمزية التاريخية في كفاح الشعب الجزائري فيما إختار مرشح حزب "عهد 54" فوزي رباعين تلمسان كمنطلق لحملته الإنتخابية. وخلال أول تجمع له نظم أول أمس في باتنة، قال المترشح عبد العزيز بوتفليقة أنه جاء بأفكار تحمل "الاستمرارية" لما تم تحقيقه خلال العشر سنوات الاخيرة في مختلف المجالات. وأوضح بوتفليقة قائلا : "جئت بأفكار استمرارية لما قمت به خلال ال10 سنوات الاخيرة" مضيفا بأن "الشعب الجزائري يعرف جيدا ما تم تحقيقه خلال السنوات الاخيرة الماضية في مختلف مناحي الحياة". وأشار بوتفليقة متطرقا الى الانجازات المحققة خلال العهدتين الماضيتين قائلا : "لقد وعدت بأن أعيد الطمأنينة الى قلوب الجزائريين بعد سنوات الارهاب وقد تحقق ذلك كما عاهدت بأن تستعيد الجزائر مكانتها على الساحة الدولية بعد أن كانت محاصرة من طرف دول أوروبية وحتى من بعض الاشقاء وقد قمت بذلك". وقال مرشح حركة الاصلاح الوطني أنه بدأ حملته الانتخابية من القصبة "تيمنا بالدماء الطاهرة (...) التي رسمت الطريق لجزائر اليوم المستقلة" والتي سالت في حي القصبة. جهيد يونسي اختار المبنى الذي قتل فيه الشهيد علي لابوانت ورفقاؤه من طرف الاستعمار الفرنسي للتأكيد على وجوب أن "لا تنسى الذاكرة التاريخية لهذا الشعب البطل". وشدد على أن أحفاد الشهداء الذين حرروا الوطن "يحفظون البلاد من أي سوء" وأنهم "نواة هذا الشعب الابي الشامخ". وقال يونسي، أنه من الضروري نفض الغبار عن الشباب الذي يمثل "ثروة كبيرة" تملكها الجزائر. وأوضح أن هذا الشباب "الذي يقال عنه اليوم الحراڤة هو نفسه الذي هب واقفا ملبيا النداء كلما طلبه الوطن". موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية قال في التجمع الأول له في مدينة تبسة أن "حزبه السياسي يعمل من أجل تجسيد دولة القانون التي تضمن العدالة الاجتماعية والمساواة لكل فئات المجتمع". وشدد على "التغيير والتجديد الجزائري المستند إلى اختيار الشعب الجزائري". كما دعا تواتي إلى التوجه بكثافة لصناديق الاقتراع يوم التاسع أفريل "لاختيار المترشح الأفضل لصلاح الأمة" شاجبا في الوقت نفسه دعوات بعض القوى لمقاطعة الإنتخابات. لويزة حنون قالت إنها إختارت مدينة سطيف لانطلاق حملتها الإنتخابية "لدواع تاريخية" كما قالت في تدخلها. وقالت أمام حشد من مناصريها أن بداية الحملة تصادف ذكرى عيد النصر وأن سطيف شهدت أحداث الثامن من ماي 1945 التي "كانت منعرجا حاسما في مسار الثورة" وشددت حنون على رمزية هذا التاريخ معتبرة أنه "من المخجل" ألا يعلن تاريخ 19 مارس يوم عطلة وطنية مدفوعة الأجر داعية في هذا السياق إلى "إنصاف تاريخ الجزائر". ودعت أيضا للتصويت لصالحها لأن ذلك يعني التصويت لصالح "وضع حد للإستقرار الهش" ولصالح "منح السيادة للشعب". كما دعت مرشحة حزب العمال إلى توفير كل الإمكانات من إصلاح إقتصادي يقود إلى "ديمقراطية حقيقية". وكان المترشح المستقل محمد السعيد فضل التوجه ب"رسالة أمل إلى الشعب الجزائري". وقال أنه "ما يزال هناك امل وانه لا يجب ان ننجرف وراء الانهزامية وأن الوضع الحالي بكل علله ومشاكله وضع ظرفي قابل للزوال عندما يقرر كل واحد منا تحمل مسؤولياته". وللتذكير، فإن الحملة الانتخابية ستستمر على مدى 19 يوما. وقد ضبطت مديريات حملات المترشحين الستة برامجها الخاصة بالمهرجانات والتجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية التي ينشطها المترشحون لشرح برامجهم الانتخابية. وسيشرف المترشح بوتفليقة طيلة أيام الحملة الانتخابية على تنشيط حوالي20 مهرجان شعبي عدا اللقاءات الجوارية وسينشطه ممثلوه في عدة احزاب وتنظيمات نقابية ولجان مساندة من مهرجانات وتجمعات في مختلف مناطق البلاد. مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي سينشط خلال أسابيع الحملة حوالي 40 مهرجانا ولقاءات جوارية بعدة ولايات فيما ستنشط مرشحة حزب العمال لويزة حنون طيلة الحملة الانتخابية أكثر من 42 مهرجانا و لقاءات مباشرة مع المواطنين في مختلف المدن. أما المترشح عن حزب "عهد 54" علي فوزي رباعين فسينشط طيلة الحملة حوالي 19 مهرجانا بينما سينشط مترشح حركة الاصلاح الوطني جهيد يونسي حوالي 30 مهرجانا عبر التراب الوطني.