نددت عدة أطراف سياسية ومن المجتمع المدني بقيام حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية برفع خرقة سوداء بدل العلم الوطني في مقره الوطني بالأبيار بالعاصمة وبمقره الآخر في شارع ديدوش مراد الذي أبقى فيه على الراية الوطنية معلقة في زاوية بإحدى الشرفات الجانبية للمقر بينما علت الراية السوداء مدخله الرئيسي. وانتقلت أمس الأول "المستقبل" إلى كل من المقر الرئيسي للأرسيدي بالأبيار ومقره الآخر في شارع ديدوش مراد بالعاصمة للاستفسار عن الأسباب وراء هذا التصرف وإن لم تجد مسؤولي الحزب في المقر إلا أن أحد مناضلي الحزب الذين التقيناهم في مقر ديدوش مراد أوضح أن رفع الراية السوداء على الواجهة الرئيسية للمقر تعبير عن فقدانهم الأمل في الجزائر. وعن استفسارنا حول "سلوك العار"الذي أقدم عليه الحزب باستبدال الراية الوطنية براية أخرى مهما كان شكلها أودلالاتها رد المناضل بالقول إن ذلك للفت الانتباه . بلخادم : من أراد أن يحزن وأحبّ السواد فليلبسه وفي ردود الفعل على هذا الفعل الشنيع، شدد بلخادم على ضرورة احترام الرموز الوطنية وهذا بعدما عمدت أطراف لم يسمها على رافع راية سوداء مكان العلم الوطني، منبها تلك الأطراف إلى أن العلم الوطني لم يعط لنا بل رفرف بعد تضحية مليون ونصف مليون شهيد بأرواجهم، داعيا هؤلاء الذين أحبوا الأسود لأن يلبسوه. الأرندي: لابد من وضع حد لهؤلاء المارقين استنكر التجمع الوطني الديمقراطي "المساس بقداسة الرموز الوطنية". وجاء في بيان للحزب موقع من قبل الناطق الرسمي للحزب ميلود شرفي أن الأرندي"يحذر كل من تسول له نفسه المساس بالرموز التي حث الدستور على احترامها وتبجيلها بعيدا عن عبث العابثين" مؤكدا على ضرورة "اتخاذ الاجراءات والتدابير الكفيلة بوضع حد لهؤلاء المارقين وردعهم وفرض سلطان القانون والدستور في دولة الحق والقانون". موسى تواتي : سلوك سعدي فجور وخروج عن الأمة أما حزب الجبهة الوطنية الجزائرية فوصفت نزع العلم الوطني واستبداله بخرقة سوداء "فجور وخروج عن الأمة التي سئمت الفتن ومتطلعة إلى الأمن والإخاء وحل خلافاتها بالطرق السلمية"، مضيفا "إننا لا ننكر على أي جزائري التعبير عن موقفه أو إحساسه ولو أن رئيس التجمع من أجل الثقافة و"الديمقراطية" اكتفى برفع خرقته السوداء إلى جانب العلم الوطني لعذرناه ولكنا أول من يدافع عن حقه في التعبير، ولكن خلع العلم الوطني لا مبرر له". حزب موسى تواتي أشار إلى أنه حرص طوال مساره السياسي عامة وخلال حملته الانتخابية بصفة خاصة على تجنب الجدال السياسي مركزا جهده على تبليغ برنامجه والاجتهاد في فتح بوابة أمل لشعبنا ووطننا -يقول الأفانا في بيانه الذي تسلمت المستقبل نسخة منه أمس. وقال البيان "انطلاقا من الموقف المسؤول التزم مرشح الأفانا (موسى تواتي) بعدم الخوض في مواقف الآخرين المنافسين منهم والداعين إلى المقاطعة اعتبارا لحق كافة الجزائريين في الاختيار الحر لمواقفهم والتعبير عن اختلافهم" ولكن الأفانا لا يمكنها أن تسكت يضيف البيان عن المس بالرموز الوطنية وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالعلم الوطني. الاتحاد العام للعمال الجزائريين: الممارسة الديمقراطية تفرض احترام رموز الدولة أدان الاتحاد العام للعمال الجزائريين إنزال التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للعلم الوطني من مقره الوطني واستبداله براية سوداء، معربا عن "إستيائه الشديد" لهذا العمل. وأعرب الإتحاد في بيان صدر الخميس عن "استيائه واستنكاره" لهذا العمل "الشائن" . وبعد أن ذكر بأن "الممارسة الديمقراطية السليمة تفرض على الأقل احترام رموز الدولة وثوابت الأمة وحمايتها" أدان الإتحاد مثل هذه التصرفات التي لا تشرف المسؤولين عنها. المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء: سنرفع دعوى قضائية من جانبها نددت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء على لسان أمينها العام الطيب الهواري بنزع التجمع الوطني الديمقراطي للعلم الوطني واستبداله بخرقة سوداء، وهدد الطيب الهواري باللجوء إلى القضاء للفصل في هذه القضية الخطيرة، مضيفا أن الأمر لو تعلق برفع قطعة قماش سوداء على مقره الوطني فهذا شأنه لكن أن يستبدل العلم الوطني براية سوداء فهذا ما لا يمكن قبوله، معتبرا أنه على الإدارة أن تتصرف في مثل هذه القضايا الحساسة. نعيمة صالحي رئيسة إطارات من أجل الجزائر: ما قام به الأرسيدي عيب وعار أما رئيسة إطارات من أجل الجزائر نعيمة صالحي فوصفت استبدال الأرسيدي العلم الوطني بخرقة سوداء بالتصرف اللاأخلاقي وغير المسؤول، مشددة على أن الذي ينزع العلم الذي استشهد لأجله مليون ونصف مليون من الشهداء يمكن أن يفعل أي شىء. وبخصوص تعبير الأرسيدي عن فقدانه للأمل في الجزائر، أكدت صالحي إن "الجزائر لا زال فيها الكثير من الأمل،". وشددت صالحي على أن ما قام به الأرسيدي عيب وعار لأنه مساس برمز من رموز الدولة الجزائرية، معربة عن أسفها الشديد لهذا التصرف، وقالت "من قبل لم يكن يعجبني توجه هذا الحزب أما اليوم فإني أنظر إليه باحتقار". من جهة أخرى أنكر حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية بتيزي وزو خبر ا:ستبدال العلم الوطني في مقر الحزب وطنيا رغم تأكيدنا له للخبر قائلا إن مناضلى الحزب متشبعون بالروح الوطنية. وأكدت السيدة ليلى حاج المسؤولة الاعلامية عن مكتب الارسيدي بالولاية أن وضع العلم الاسود كان "تعبيرا عن الحداد " لا غير . وتأتي موجة التنديد والغضب مما وصف ب "سلوك العار" الذي قام به حزب سعدي الذي إنتصر لخيارات حزبه على حساب مقدسات الامة ورموز سيادتها، وهي سلوكات تدفع للتفكير في جدوى وجود أحزاب كل شيء عندها مستباح حتى وإن كان الراية التى من أجلها استشهد عميروش وصحبه.