وجه الأديب الطاهر وطار من مستشفى القديس أنطوان بفرنسا الخميس الماضي رسالة للحاضرين في احتفالية الجاحظية في ذكراها العشرين، والتي حضرتها العديد من الوجوه الثقافية وغاب عنها مؤسسها الطاهر وطار. مما القى بظلاله على الاجواء العامة للإحتفالية حيث ساد الحزن عليها لا سيما بعد قراءة الرسالة التي بعث بها بالمناسبة من طرف الاستاذة رقية يحياوي. وفي رسالته قال وطار أنه تمنى أن يطل على حضور فرحة الجاحظية في ذكراها العشرين؛ فالذكرى بنظره "لا تضاهي باقي الايام وتجمعنا غبطة انجاز هذه التوسعة في الفضاء الذي يضيق كلما اتسعت مهمات وعلاقات الجاحظية التي يثني خلالها على دعم وزيرة الثقافة خليدة تومي لهذه الجمعية التي ظلت فاعلة طوال مشوارها الجمعوي، وهو ما اعتبره بأنه ليس بالامر الهين في وقت قال عنه بأن "الجمعيات ذات اللسان العربي تعاني الغربة جراء عدم وجود أي دعم لها من طرف المؤسسلت الاقتصادية". ومن جانب آخر شخصت رسالة الطاهر وطار وضع العمل الثقافي والجمعوي اليوم في الجزائر، وابرزت أهم الاسس الواجب أن يقوم عليها كالهيكل الاداري المتمكن والشخصية المتفرغة والعمل في جو أخوي لا تشوبه الضغائن والاحقاد حيث قال "إن العمل الجمعوي ليس لعبة تمليها مراهقة سياسية، إنما هو ضرورة تاريخية تحتمها ظروف معينة يقيض لها المجتمع المدني من ءبنائه المسبلين حتى يؤدوا الرسالة مهما كانت الظروف" ويضيف" الجزائر لا تعرف بعد ما تسميه بالاسرة الثقافية أو ما يسمى بالانتلجنسيا واننا لا نزال قطيعا نأكل ثيراننا البيضاء ثورا بعد آخر..." وختم رسالته جاءت على شكل وصية حيث قال فيها إن الجاحظية أمانة في عنق كل الغيورين على هويتهم محددا خطوطها العريضة المتمثلة في قضيتين أساسيتين "هما الذود عن الهوية وبسط العقل"، و "كل ذلك يقول في اطار شعار الجمعية" لا إكراه في الرأي" وفي ختام كلامه قال "اللّهم مكنا ومكن من يأتي بعدنا مما نصبو إليه من خير لأمتنا" في اشارة منه لخلفه على ضرورة مواصلة الدرب والمسيرة التي سلكتها الجمعية فيما يخدم الأمة والجزائر وفقا لما يتفق مع معالم الهوية ليختم رسالته في الاخير بكلمات أبكت حضور الجاحظية حيث قال" لا أدري هل أقول لكم إلى اللقاء أم وداعا"، وهو ما خيم على القاعة جوا من الحزن. ولقد جاءت احتفالية هذه السنة تزامنا مع تجسيد الجمعية لبرنامجها السنوي الذي عرف العديد من الفعاليات الثقافية حسب العضو فوزي بولحية الذي أبرز في كلمته أهم المحطات التي عرفتها الجمعية خلال هذه السنة كتنظيم ندوات ومحاضرات وحرصها على إصدار مجلة التبيين التي سيعرف عددها الثالث والثلاثون النور قريبا. وكذا تنظيمها لجائزة مفدي زكريا المغاربية. وكان وطار سافر إلى باريس، منتصف ديسمبر الماضي للعلاج بعد تأزم وضعه الصحي. وعن حالته الصحية كشف وطار لوسائل إعلامية إنه يعاني من مرض خبيث في الكبد منذ 1984 ، حيث اكتشف الأطباء الجزائريون وجود ورم صغير على مستوى الكبد. وتوجه وطار بالشكر لرئيس الجمهورية على اهتمامه بصحته وتكفل الدولة الجزائرية بمصاريف علاجه بالخارج.