توافدت الوفود المشاركة في أول اللقاءات التفاوضية غير الرسمية بين جبهة البوليساريو والمغرب، والتي ستبدأ اليوم في العاصمة النمساوية، فيينا، تحت إشراف الممثل الشخصي للامين العام الأممي كريستوفر روس. ذكر موقع اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين أن الطرف الصحراوي سيشارك في هذا اللقاء بكل من رئيس الوفد المفاوض ورئيس البرلمان الصحراوي، المحفوظ علي بيبا، بالإضافة إلى أمحمد خداد، المنسق الصحراوي مع المينورسو، والبخاري أحمد، ممثل الجبهة بالأممالمتحدة، وكلهم قياديون أعضاء في الأمانة الوطنية للجبهة، في حين أن الأنباء الواردة من مصادر مغربية تفيد بأن وزير الخارجية المغربي، طيب الفاسي الفهري، سيحضر اللقاء مع عضوين مغربيين آخرين. أما عن الوفدين المراقبين، الجزائري والموريتاني فلا يعرف مدى مشاركتهما في هذه اللقاءات غير الرسمية، خصوصا وأنهما كانا دائما يحضران الجلستين الإفتتاحية والختامية فقط في كل المفاوضات السابقة تحت إشراف الأممالمتحدة. و لا ينتظر المراقبون الكثير من هذا اللقاء، الذي ينعقد على ما يبدو دون أي جدول أعمال واضح، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول الطريقة التي سيدير بها روس هذه الجولة الأولى من اللقاءات غير الرسمية، كما يجعل الجميع يتوقع أن لا يكون هذا اللقاء هو الأخير من نوعه. و من جهة أخرى، ينعقد اللقاء غير الرسمي هذا في ظل تغيرات جد هامة طرأت في الفترة الأخيرة بعد جمود طويل في مسار التفاوض، حيث كان أبرزها التغير الواضح والكبير في الوقف الأمريكي، الذي كشفت عنه رسالة موجهة من طرف الرئيس الأمريكي أوباما لمكل المغرب، والتي لم تأت على ذكر مقترح الحكم الذاتي المغربي، في حين عبرت عن دعم الإدارة لروس، وهو ما يجعل الوسيط الأممي يأتي للمفاوضات وهو في موقف قوة. من جهة ثانية، أكدت عدة مصادر دبلوماسية أمريكية، نقلت عنها جريد وورلد تريبيون الأمريكي قولها أن أوباما سحب كل دعم أمريكي لمخطط الحكم الذاتي المغربي، والذي حظي بدعم شديد من طرف إدارة جورج بوش، بل إنها أكدت أن أوباما لا يرى أي مانع من إمكانية استقلال الصحراء، ويرى أن الحل لا بد أن يكون في إطار الأممالمتحدة. هذا الموقف اعتبره المراقبون تعبيرا عن نية أمريكية للعودة للشرعية الدولية ودعم الأممالمتحدة، خصوصا وأن أقوى بلد في العالم يريد وبشدة الخروج من مدار السمعة السيئة التي وضعه فيها بوش بسياساته السابقة تجاه عدد من المشاكل في أنحاء العالم. كما يأتي هذا اللقاء كذلك في جو من التصعيد المغربي ضد المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، والتي كان آخر وأبلغ دليل عليها منع سلطات الإحتلال المغربي ستة شبان صحراويين من الإلتحاق بأيام حوارية حول الصحراء الغربية من تنظيم منظمة "لنتحدث معا" البريطانية بلندن. واعتبرت جمعيات وشخصيات من أنحاء العالم تابعت هذا الحدث أن هذا التصرف المغربي دليل جديد على خشية نظام الرباط من الحوار، ومن قوة حجة مساندي القضية الصحراوية، حيث دأبت الرباط دائما على مواجهة الحجج الدامغة الدالة على استعمارها الصحراء الغربية، بسياسة ترويج الأكاذيب، وفرض الأمر الواقع.