أشار الكاتب أنور بن مالك إلى أنّه استقى وقائع روايته الأخيرة ''le rapt''، من أحداث جرت بالجزائر مؤخرا، وقال خلال اللقاء الذي نظم أول أمس بقاعة القدس بالصالون الدولي للكتاب في طبعته الرابعة أن روايته تبدأ بحادثة اختطاف طفلة في بئر مراد رايس، واغتصابها وقتلها بالإضافة لحادثة اختطاف الطفل ياسين، في غياب تحرك وسائل الإعلام والشرطة. وفي السياق نفسه ذكر صاحب رواية ''طفل الشعب القديم'' أنه حاول البحث في التاريخ عن جذور العنف في مجتمعنا، فعاد إلى حادثة ''ملوزة'' التي قام خلالها حسبه أعضاء من حزب جبهة التحرير الوطني بتصفية قرية بأكملها نظرا لولائها لمصالي الحاج. قال: ''بعد الحملة التي تعرضت لها من طرف بعض الجرائد في الجزائر مع صدور روايتي.. ''آه ماريا'' قررت أن لا أكتب مرة أخرى عن الجزائر، لكنني عدلت عن الأمر بعد وقوع حادثتي اختطاف الطفلة والطفل ياسين'' وأ ضاف قائلا: ''لأنني أحب الجزائر التي توجد فيها عائلتي وأصدقائي كتبت روايتي الأخيرة''. وزعم أنور بن مالك أنه كان يريد الوقوف والبحث في أسباب تقبل المجتمع الجزائري للعنف وقال: ''هناك هذه المحاولة لمعالجة الأمور السياسية عن طريق التصفية الجسدية لدرجة أنه تكرس في شعورنا (سواء في الجزائر أو الدول العربية) فكرة أننا نستطيع أن نمارس العنف ونحفظ في الوقت ذاتِه مشروعيتنا التاريخية كأبطال، واستدل أنور بن مالك بنموذج العقيد عميروش الذي قام بالقضاء على العديد من الطلبة الجزائريين وقام بتصفيتهم جسديا ما يعرف بعملية ''الطائر الأزرق''، وقال لقد كان العقيد عميروش بطلا في ثورتنا لكنه أيضا تصرف بوحشية إزاء الطلبة الجزائريين الذي التحقوا بالثورة. واعتبر أنور بن مالك أن روايته تمثل الذاكرة والتاريخ وقال أن الحقيقة يجب أن نقولها دائما حتى ولو كانت صعبة، ووصف أنور بن مالك كتابه بأنها رواية حب عن الجزائر.