أشار الكاتب الجزائري سليمان آيت سيدهم إلى أن فكرة كتابة روايته الثالثة "التمردات الصامتة" تعود لفترة دُعي فيها للحديث بالقناة الإذاعية الثالثة عن صانعي الثورة التحريرية الكبرى فتناول أحداث مشاركة والده في الثورة• أكد سليمان آيت سيدهم خلال اللقاء الذي نظمته مكتبة الشهاب أول أمس بمقرها بمناسبة صدور روايته الأخيرة "التمردات الصامتة" أنه استعان ببعض الكتب والدراسات التاريخية، كما أنه بحث عن أسماء بعض الأماكن التي ذكرها له والده المجاهد، وقال صاحب "أصابع اليد الثلاثة" إنه تعرض في روايته لحادثة "الطائر الأزرق" وهي العملية التي خططت لها القوات الفرنسية والتي راح ضحيتها الآلاف من الطلبة الجزائريين اللذين التحقوا فجأة بحزب جبهة التحرير الوطني، حيث سارت شائعة بأنهم ليسوا سوى عملاء لفرنسا، وفي تلك الظروف الصعبة، لم يتحر القائد عميروش الأمر جيدا أو صدق ما قيل بشأن هؤلاء الطلبة الذين تمت تصفيتهم، وأضاف الكاتب سليمان آيت سيدهم قائلا بأن هذه الحادثة شكلت مأساة عائلته• تحدث سليمان آيت سيدهم عن بعض الشخصيات التي وردت في روايته الثالثة، وقال إن بعضا منها التقى بها أو حدثه أحد أقاربه عنها فوظفها، وأشار إلى أنه يكتب بصرامة حيث لا يتسامح مع شخوص رواياته، وقال إنه كان صارما أيضا في روايته "أصابع اليد الثلاثة" حين تناول جانبا من حياته الخاصة• وأرجع صاحب "التصدع" تركيزه على النهايات المفتوحة في أعماله الروائية لكون حياة البشر والأفراد مفتوحة أيضا في الواقع• كما تحدث سليمان آيت سيدهم عن بداياته الأولى في مجال الأدب، وقال إنه دون مجموعة قصائد شعرية قبل أن يتوجه إلى كتابة الرواية، ولم ينشر ديوانه، وردد مقولة المرحوم الطاهر جاووت الذي قال "بأن الكتاب في العالم يبدؤون من الرواية ليكتبوا بعدها الشعر"، لكن الكتاب الجزائريين - حسب سليمان آيت سيدهم - عكسوا هذه المقولة، وهو ما ينطبق عيله، بحيث أنه لم يجد ناشرا يقبل بطبع ديوانه وتوجه إلى كتابه الرواية، وأكد أن العناوين التي يختارها لأعماله الروائية تحتل مركزا مهما لأنه يحرص كثيرا على اختيارها•