رافعت الجمعية العامة للمقاولين الجزائريين لصالح تعديل قانون الصفقات العمومية، واشتكت بشدة مما أسمته ''المشاكل التي تعترض المؤسسات الوطنية الخاصة للحصول على صفقات عمومية'' وأوردت الجمعية أنها ستتقدم باقتراحات حول ذلك إلى الحكومة خلال اليوم الدراسي حول ''القوانين المتعلقة بالصفقات العمومية'' الذي سيُعقد بمدينة وهران يوم الخميس المقبل. وجاء مطلب جمعية المقاولين الجزائريين بمراجعة هذا القانون في ظل الإجراءات الجديدة التي تضمنها قانون المالية التكميلي لسنة 2009 وكذا قانون المالية لسنة ،2010 اللذان غيرا تماما المسار الاقتصادي الذي انتهجته سابقا الجزائر، بحيث تضمن القانونان إجراءات تدفع نحو تمكين المؤسسات الوطنية من المشاركة بقوة في مسار التنمية الذي تشهده البلاد، وحسب المعلومات الرسمية، فإنه لا يُستبعد أن تتكفل الشركات الوطنية بنسبة مئة بالمئة في إنجاز الطريق السيار لمنطقة الهضاب العليا كإجراء ميداني للإجراءات المذكورة، ناهيك عن التسهيلات المرتقب تطبيقها على مستوى الجمركة وعلى القروض البنكية والقرض المستندي. وأكدت الجمعية في بيان لها أن الشركات الأجنبية تستحوذ على جل المشاريع الكبرى في الجزائر التي بإمكانها أن توفر عددا كبيرا من مناصب الشغل، وهو ما يتسبب في إقصاء المؤسسات الوطنية سيما الخاصة منها والتي تجد صعوبة كبيرة في الظفر بصفقات عمومية، ومن هذا المنطلق، شددت الجمعية على ضرورة إعادة النظر في قانون الصفقات العمومية، معلنة أنها ستقوم برفع هذا المطلب بشكل رسمي إلى الحكومة مباشرة بعد اليوم الدراسي الذي سيُنظم الخميس المقبل بمدينة وهران تحت إشراف وزارتي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا الموارد المائية والذي سيُخصص أساسا لمناقشة القوانين المتعلقة بالصفقات العمومية. وحسب جمعية المقاولين الجزائريين، فإن المتعاملين الاقتصاديين والمسؤولين المحليين وكذا أعضاء من اللجنة الوطنية لتقييم الصفقات العمومية سيكونون من بين المُشاركين في صياغة التوصيات التي سينتهي إليها اليوم الدراسي والتي ستُرفع مباشرة على طاولة الحكومة. وكان قانون الصفقات العمومية شهد تعديلات عدة منذ انتهاج الجزائر مسار الاقتصاد الحر، وذلك وفقا لمعطيات كل مرحلة، ويرتقب أن يُعدل هذا القانون مرة أخرى كي يتأقلم مع التعليمة التي وجهها الرئيس بوتفليقة نهاية شهر ديسمبر الماضي إلى الحكومة والمتعلقة بالصفقات العمومية، سيما مع الشركات الأجنبية، من جهتهم كان رؤساء أرباب العمل المُشاركين في لقاءات الثلاثية التي تجمع الحكومة، الاتحاد العام للعمال الجزائريين و''الباترونا'' اشتكوا عدة مرات من مشاكل عدة تعترضهم جراء القوانين الحالية وطالبوا بإجراءات تسهيلية تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي كشفت عن العيوب التي يُعاني منها النظام الرأسمالي والتي دفعت العديد من الدول الرأسمالية إلى مراجعة بعض قراراتها ووصلت إلى حد ضخ أموالا ضخمة لمساعدة شركاتها الوطنية.