أحيت بلدية زرالدة أول أمس الذكرى الثامنة والأربعين لعيد النصر بالتنسيق والتعاون مع متحف المجاهد بالرغاية حيث نظمت ندوة تاريخية بالمركز الثقافي حضرها طلبة وشباب من متربصين في التكوين المهني والتمهين من أجل الإستفادة من شهادات هؤلاء حول حقائق الثورة التحريرية التي سقط من أجل أن تتحرر الجزائر مليون ونصف مليون شهيد الذين سجلوا بدمائهم حروف مستقبلنا اليوم.. كما أن هذه المناسبة الوطنية أشركت مجموعة من المجاهدين أمثال المجاهد ياسف سعدي الذي نوه بهذا اليوم العظيم في تاريخ الثورة الجزائرية المتمثل في عيد النصر الذي أحرزه الشعب الجزائري بقيادة جبهة وجيش التحرير الوطني بعد سبع سنوات ونصف من الحرب والتي من خلالها تم التفاوض مع العدو الفرنسي في اتفاقيات إيفيان والذين نجحوا في تحقيق الحلم الذي طالما راودهم وهو الانتصار أمام أقوى قوة استعمارية في الحلف الأطلسي المدعمة بالأسلحة والطائرات أمام ارادة الشعب الذي كان يؤمن بالقضية الوطنية، وكان سلاحه هو الإيمان بعدالة القضية المصيرية وهي الحرية والإستقلال. أما المجاهد حساني عبد الكريم من جهته فاعتبر أن الجزائر وصلت إلى ما هي عليه اليوم بفضل الكفاح والاصرار على الانتصار، وأن الاستعمار الفرنسي أراد أن يجعل الشعب الجزائري عبدا ولكن عزيمة المجاهدين كانت له بالمرصاد، مضيفا أن فئة من الشعب الفرنسي ساهمت في الكفاح ضد الاستعمار وذلك لإيمانها ويقينها بأن الجزائر من حق الجزائريين وحدهم. وفي الأخير طالب المجاهد حساني عبد الكريم الشباب الحفاظ على هذا الارث العظيم وبالتسلح بماضيهم وأن لا ينسوا أبدا الشهداء الأبرار الذين سقطوا من أجل الجزائر. بعده تدخل المجاهد عبد المجيد معلم ضابط في سلاح الإشارة بقيادة أركان جيش التحرير بالقاعدة الشرفية، حيث قدم من خلالها نبذة تاريخية عن سير المفاوضات بين الجانبين الجزائري برئاسة كريم بلقاسم والفرنسي برئاسة لويس جوكس والتي أدت إلى اتفاقية وقف إطلاق النار الذي يعتبر عيدا حقيقيا ونصرا للشعب الجزائري بعد حرب استمرت أكثر من سبع سنوات واحتلال عمّر 132 سنة، حيث استطاع الشعب الجزائري بعد سبع سنوات ونصف من الكفاح المسلح والنضال الدؤوب والمتواصل تحت لواء جبهة وجيش التحرير أن يحقق انتصارا رائعا على قوات الإحتلال الفرنسي، حيث أصبح هذا الانتصار مثلا يقتدى به في التضحية والفداء وشعارا رفعته وترفعه اليوم البلدان التي عانت من ويلات الاستعمار، والتواقة للحرية والانعتاق من براثن الاستعمار. واختتمت الندوة بمداخلة للمجاهد عبد القادر نور الذي أكد أن 19 مارس هو أعز الأيام في تاريخ الجزائر المعاصرة، إنه اليوم الذي جلس فيه كل من كريم بلقاسم من الجانب الجزائري ولويس جوكسن من الجانب الفرنسي للتوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار أو ما أصبع يعرف باتفاقيات إيفيان، وبالتالي وضع نهاية لحرب استمرت أكثر من سبع سنوات، فكان جديرا بنا أن نسميه عيد النصر. ففيه استعادت الجزائر سيادتها على أرضها وأصبحت دولة مستقلة. وفي الأخير كرمت بلدية زرالدة بهذه المناسبة المجاهدين ياسف سعدي وعبد الكريم حساني وعبد المجيد معلم وعبد القادر نور تقديرا لما قدموه من نضال وتضحيات في سبيل أن تعيش الجزائر حرة مستقلة.